باب المفعول من أجله
  المسجدَ»، وَلَا «قُمْتُ الطريقَ»، وَلَكِن حُكمُهُ أنْ تَجُرَّهُ بـ «فِي». وَقَوْلُهُمْ: «دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ» وَ «سَكَنْتُ الْبَيْتَ» مَنْصُوبٌ عَلَى التَّوَسُعِ بِإِسْقَاطِ الْخَافِضِ.
بَابُ الْمَفْعُولِ مِن أجلِهِ
  وَيُسَمَّى الْمَفْعُولَ لِأَجْلِهِ، وَالْمَفْعُولَ لَهُ.
  وَهْوَ: الِاسْمُ الْمَنْصُوبُ الَّذِي يُذْكَرُ بَيَانًا لِسَبَبِ وُقُوعِ الْفِعْلِ، نَحْو: «قَامَ زَيْدٌ إجْلَالًا لِعَمْرٍو»، وَ «قَصَدْتُكَ ابْتِغَاءَ مَعْرُوفِكَ».
  وَيُشْتَرَطُ كَوْنُهُ مَصْدَرًا، وَاتِّحَادُ زَمَانِهِ وَزَمَانِ عَامِلِهِ، وَاتِّحَادُ فَاعِلِهِمَا، كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْمِثَالَيْنِ، وَكَقَولِهِ تَعَالَى: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ}[الإسراء ٣١]، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ}[البقرة ٢٦٥]. وَلَا يَجُوْزُ: «تَأَهَّبْتُ السَّفَرَ»؛ لِعَدَمِ اتِّحَادِ الزَّمَانِ، وَلَا: «جِئْتُكَ مَحَبَّتَكَ إيَّايَ»؛ لِعَدَمِ اتِّحَادِ الْفَاعِلِ، بَلْ يَجِبُ جَرُّهُ بِاللَّامِ، تَقُولُ: «تَأَهَّبْتُ للسَّفَرِ»، وَ «جِئْتُكَ لِمَحَبَّتِكَ إيَّايَ».
بَابُ الْمَفْعُولِ مَعَهُ
  وَهْوَ: الِاسْمُ الْمَنْصُوبُ الَّذِي يُذْكَرُ بَعْدَ وَاوٍ بِمَعْنَى «مَع»؛ لِبَيَانِ مَنْ فُعِلَ مَعَهُ الْفِعْلُ، مَسْبُوقًا بِجُمْلَةٍ فِيهَا فِعْلٌ أَو اسْمٌ فِيْه مَعْنَى الْفِعْلِ وَحُرُوفُهُ، نَحْو: «جَاءَ الْأَمِيرُ وَالْجَيْشَ»، وَ «اسْتَوَى الْمَاءُ وَالْخَشَبَةَ»، وَ «أنا سَائِرٌ وَالنِّيْلَ».