متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

باب المفعول من أجله

صفحة 61 - الجزء 1

  المسجدَ»، وَلَا «قُمْتُ الطريقَ»، وَلَكِن حُكمُهُ أنْ تَجُرَّهُ بـ «فِي». وَقَوْلُهُمْ: «دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ» وَ «سَكَنْتُ الْبَيْتَ» مَنْصُوبٌ عَلَى التَّوَسُعِ بِإِسْقَاطِ الْخَافِضِ.

بَابُ الْمَفْعُولِ مِن أجلِهِ

  وَيُسَمَّى الْمَفْعُولَ لِأَجْلِهِ، وَالْمَفْعُولَ لَهُ.

  وَهْوَ: الِاسْمُ الْمَنْصُوبُ الَّذِي يُذْكَرُ بَيَانًا لِسَبَبِ وُقُوعِ الْفِعْلِ، نَحْو: «قَامَ زَيْدٌ إجْلَالًا لِعَمْرٍو»، وَ «قَصَدْتُكَ ابْتِغَاءَ مَعْرُوفِكَ».

  وَيُشْتَرَطُ كَوْنُهُ مَصْدَرًا، وَاتِّحَادُ زَمَانِهِ وَزَمَانِ عَامِلِهِ، وَاتِّحَادُ فَاعِلِهِمَا، كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْمِثَالَيْنِ، وَكَقَولِهِ تَعَالَى: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ}⁣[الإسراء ٣١]، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ}⁣[البقرة ٢٦٥]. وَلَا يَجُوْزُ: «تَأَهَّبْتُ السَّفَرَ»؛ لِعَدَمِ اتِّحَادِ الزَّمَانِ، وَلَا: «جِئْتُكَ مَحَبَّتَكَ إيَّايَ»؛ لِعَدَمِ اتِّحَادِ الْفَاعِلِ، بَلْ يَجِبُ جَرُّهُ بِاللَّامِ، تَقُولُ: «تَأَهَّبْتُ للسَّفَرِ»، وَ «جِئْتُكَ لِمَحَبَّتِكَ إيَّايَ».

بَابُ الْمَفْعُولِ مَعَهُ

  وَهْوَ: الِاسْمُ الْمَنْصُوبُ الَّذِي يُذْكَرُ بَعْدَ وَاوٍ بِمَعْنَى «مَع»؛ لِبَيَانِ مَنْ فُعِلَ مَعَهُ الْفِعْلُ، مَسْبُوقًا بِجُمْلَةٍ فِيهَا فِعْلٌ أَو اسْمٌ فِيْه مَعْنَى الْفِعْلِ وَحُرُوفُهُ، نَحْو: «جَاءَ الْأَمِيرُ وَالْجَيْشَ»، وَ «اسْتَوَى الْمَاءُ وَالْخَشَبَةَ»، وَ «أنا سَائِرٌ وَالنِّيْلَ».