متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

[نواصب المضارع]

صفحة 74 - الجزء 1

[نَوَاصِبُ الْمُضَارِعِ]

  وَالنَّوَاصِبُ الَّتِي تَنْصِبُهُ قِسْمَانِ: قَسْمٌ يَنْصِبُ بِنَفْسِهِ، وَقِسْمٌ يَنْصِبُ بـ «أَنْ» مُضْمَرَةً بَعْدَهُ.

  فَالْأَوَّلُ: أَرْبَعَةٌ:

  أَحَدُهَا: «أَنْ» إِنْ لَمْ تُسْبَقْ بِعِلْم ولا ظَنٍّ، نَحْو: {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ}⁣[النساء ٢٨] {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ}⁣[البقرة ١٨٤]. فَإِنْ سُبقِتْ بِعلم - نَحْو: {عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم}⁣[المزمل ٢٠] - فَهِي مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ، وَاسْمُهَا ضَمِيرُ الشَّأْنِ مَحْذُوفٌ، وَالْفِعْلُ مَرْفُوعٌ، وَهْوَ وَفَاعِلُهُ خَبَرُهَا، كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَابِ النَّوَاسِخِ. وَإِنْ سُبِقَتْ بِظَنٍّ فَوَجْهَانِ، نَحْو: {وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ}⁣[المائدة ٧١] قُرِئَ فِي السَّبْعَةِ بِالنَّصْبِ وَالرَّفْعِ⁣(⁣١).

  والثاني: «لَنْ»، نَحْو: {لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ}⁣[طه ٩١].

  وَالثَّالِث: «كَي» الْمَصْدَرِيَّة، وَهْي الْمَسْبُوقَةُ بِاللَّامِ لَفْظاً، نَحْو: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا}⁣[الحديد ٢٣]، أَو تَقْدِيراً، نَحْو: «جِئْتُكَ كَي تُكْرِمَنِي». فَإِنْ لَمْ تُقَدَّرِ اللَّامُ فـ «كَي» جَارَّةٌ، وَالْفِعْلُ مَنْصُوبٌ بـ «أنْ» مُضْمَرَةً بَعْدَهَا وُجُوباً.

  وَالرَّابِعُ: «إذاً» إن صُدِّرَتْ فِي أَوَّلِ الْكَلَامِ، وكانَ الْفِعْلُ بَعْدَهَا


(١) قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي بالرفع على تنزيل {حسب} منزلة «علم» فتكون «أن» حينئذ مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والجملة بعدها خبر، وقرأ الباقون بالنصب إجراءً للظن على أصله؛ لأنه باعتبار دلالته على عدم الوقوع يلائم «أن» الناصبة الدالة على الرجاء والطمع.