[نواصب المضارع]
  مستقبلاً ومتصلاً بِهَا، أَو منفصلاً عَنْهَا بِقَسَمٍ أَو بـ «لا» النَّافِيَةِ، نَحْو: إذاً أُكْرِمَك، وإذاً وَاَللَّهِ أُكْرِمَكَ، وإذاً لا أُخَيِّبَكَ، جواباً لِمَن قَال: «أَنَا آتِيْكَ». وَتُسَمَّى حَرْفَ جوابٍ وجزاءٍ.
  والثاني: مَا يَنْصِبُ الْمُضَارِعَ بِإِضْمَارِ «أَنْ» بَعْدَهُ، وهو قِسْمَانِ:
  مَا تُضْمَرُ «أن» بَعْدَهُ جوازاً. وما تُضْمَرُ «أنْ» بَعْدَهُ وجوباً.
  فَالْأَوَّلُ خَمْسَةٌ، وَهْيَ:
  لَام كَي، نَحْو: {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام ٧١].
  وَ «الْوَاوُ» وَ «الْفَاءُ» و «ثُمَّ» و «أَوْ» العاطفاتُ عَلَى اسْمٍ خَالِصٍ، أَي: لَيْسَ فِي تَأْوِيلِ الْفِعْلِ، نَحْو قَوْلِهِ:
  وَلُبْسُ عَبَاءَةٍ و تَقَرَّ عَيْنِي ... [أَحَبُّ إلَيَّ مِن لُبْسِ الشُّفُوفِ]
  وَقَوْلِهِ:
  لَوْلَا تَوَقُعُ مُعْتَرٍّ فَأُرْضِيَهُ ... [مَا كُنْتُ أُوثِرُ أَتْرَاباً عَلَى تربِ(١)]
  وَقَوْله:
  إنِّي وقتلِي سُلَيْكاً ثُمّ أعقلَهُ ... [كَالثَّوْر يُضرب لَمَّا عافت الْبَقَر(٢)]
  وَقَوْله تَعَالَى: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً}(٣) [الشورى ٥١].
(١) الشاهد فيه هو قوله: «فأرضيه» حيث نصبه بأن مضمرة بعد الفاء العاطفة على اسم خالص وهو توقع. والتقدير لولا توقع معتر فإرضائي إياه.
(٢) الشاهد فيه قوله: «ثم أعقله» حيث نصبه بعد «ثم» العاطفة على اسم خالص من التقدير بالفعل، وهو قتلي، فيكون التقدير: إني وقتلي سليكاً ثم عقلي إياه.
(٣) وذلك في قراءة غير نافع، الشاهد هو {أو يرسل} بنصب يرسل بإضمار أن بعد أو عطفا على {وحيا} قبلها في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً}[الشورى ٥١] والتقدير إلا وحيا أو إرسالاً.