باب التعجب
  فَإِنْ أَعْمَلْتَ الْأَوَّلَ أَعْمَلْتَ الثَّانِي فِي ضَمِيرِ ذَلِك الِاسْمِ المتنازَعِ فِيْهِ، فَتَقُولُ: «قَامَ وقَعَدَا أَخَوَاك، وَضَرَبَنِي وَأَكْرَمْتُه زَيْدٌ، وَضَرَبَنِي وأكرمتُهما أخَوَاك، وَمَرَّ بِي ومررتُ بِهِمَا أَخَوَاك، وَاَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وباركِ عَلَيْهِ عَلَى مُحَمَّدٍ».
  وَإِنْ أَعْمَلْت الثَّانِي: فَإِنِ احْتَاجَ الأَّولُ إِلَى مَرْفُوعٍ أضْمَرْتَهُ، تَقُولُ: «قامَا وقَعَدَ أَخَوَاكَ»، وَإِنِ احْتَاجَ إِلَى منصوبٍ أَو مجرورٍ حَذفْتَهُ، كَالْآيَةِ، وَكَقَوْلِكَ: «ضَرَبتُ وَضَرَبَنِي أَخَوَاك، وَمَرَرْتُ ومَرَّ بِي أَخَوَاكَ».
بَابُ التَّعَجُّبِ
  لَهُ صِيغَتَانِ: إحْدَاهُمَا: «مَا أفْعَلَ زيداً»، نَحْو: «مَا أحْسَنَ زيداً، وما أفْضَلَهُ» فـ «مَا» مُبْتَدَأٌ بِمَعْنَى شيء عَظِيم، و «أفعَلَ» فِعلٌ مَاضٍ، وَفَاعِلُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فِيْهِ وُجُوباً يَعُودُ إِلَى «مَا»، وَالِاسْمُ المنصوبُ المتعجَّبُ مِنْهُ مَفْعُولٌ بِهِ، والْجُمْلَةُ خَبَرُ «مَا».
  وَالصِّيغَةُ الثَّانِيَةُ: «أَفْعِلْ بِزَيْدٍ»، نَحْوُ: «أحسِنْ بِزيدٍ، وَأَكْرِمْ بِهِ»، فـ «أَفْعِل» فِعلٌ لَفْظُهُ لَفْظُ الأَمْرِ ومعناهُ التَّعَجُّبُ، وَلِيس فِيْه ضميرٌ، «بزيدٍ» فَاعِلُه.
  وَأَصْلُ قَوْلِكَ: «أَحْسِنْ بِزيدٍ» «أحْسَنَ زيدٌ»، أَي: صَارَ ذَا حُسْنٍ، نَحْو: «أوْرَقَ الشَّجَرُ»، ثُمَّ غُيِّرَتْ صِيغَتُهُ إِلَى صِيغَةِ الأَمْرِ فَصَحَّ إسْنَادُهُ إِلَى الظاهِرِ، فزيدَتِ الباءُ فِي الْفَاعِلِ.