باب التنازع في العمل
  السَّابِعُ: اسْمُ الْفِعْلِ، وَهْوَ ثَلاَثَةُ أَنْوَاعٍ:
  مَا هُو بِمَعْنَى الأَمْرِ، وَهْوَ الْغَالِبُ، كـ «صَهْ» بِمَعْنَى: اسكُتْ، و «مَهْ» بِمَعْنَى: انكَفِفْ، و «آمينَ» بِمَعْنَى: استَجِبْ، وَ «عَلَيْكَ زيداً» بِمَعْنَى: الزَمْهُ، و «دُونَكَ» بِمَعْنَى: خُذْ.
  ومَا هُوَ بِمَعْنَى الْمَاضِي، كـ «هَيْهَاتَ» بِمَعْنَى: بَعُدَ، و «شَتَّانَ» بِمَعْنَى: افْتَرَقَ.
  وما هُوَ بِمَعْنَى الْمُضَارِعِ، نَحْو: «أوَّهْ(١)» بِمَعْنَى: أتوجَّعُ، و «أفٍّ» بِمَعْنَى: أتضَجَّرُ.
  وَيَعْمَلُ اسْمُ الْفِعْلِ عَمَلَ الْفِعْلِ الَّذِي هُوَ بِمَعْنَاهُ. ولا يضافُ. ولا يتقدَّمُ معمولُهُ عَلَيْهِ. وما نُوِّنَ مِنْهُ فَهُوَ نَكِرَةٌ، وما لَم يُنَوَّنْ فَهْوَ مَعْرِفَةٌ.
بَابُ التَّنَازُعِ فِي الْعَمَلِ
  وَحَقِيقَتُهُ: أنْ يَتَقَدَّمَ عَامِلَانِ أَو أَكْثَرُ، وَيَتَأَخَّرَ مَعْمُولٌ فَأَكْثَرُ، وَيَكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْعَوَامِلِ الْمُتَقَدِّمَةِ يَطْلُبُ ذَلِكَ الْمُتَأَخِّرَ. نَحْو قَوْلِه تَعَالَى: {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً}[الكهف ٩٦]، وَقَوْلِكَ: «ضَرَبَني وأكرمْتُ زيداً»، وَنَحْو: «اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وباركْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ».
  ولا خِلَافَ فِي جَوَازِ إعْمَالِ أَيِّ الْعَامِلَينِ أَو الْعَوَامِلِ شِئْتَ، وَإِنَّمَا الْخِلَافُ فِي الأَوْلَى، فَاخْتَارَ الْبَصْرِيُّونَ إعمالَ الثَّانِي؛ لِقُرْبِهِ، واختارَ الْكُوفِيُّونَ إعْمَالَ الْأَوَّلِ؛ لِسَبْقِهِ.
(١) بضم الهمزة وتشديد الواو وبالحركات الثلاث، فيه ثلاث عشرة لغة.