درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

عبدالله بن محمد بن أبي النجم (المتوفى: 647 هـ)

[الباب السابع عشر] في ذكر القضاة والقضايا

صفحة 117 - الجزء 1

  (٣٣٤) وَقَالَ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ #: «لأَنْ أُخْطِي فِي الْعَفْوِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُخْطِي فِي الْعُقُوبَةِ».

  (٣٣٥) وَحَدُّ الزَّانِي الْجَلْدُ بِنَصِّ الْكِتَابِ، وَإِنْ كَانَ مُحْصَناً فَالْجَلْدُ وَالرَّجْمُ، وَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ # مَاعِزَ بن مَالِكٍ الأَسْلَمِيَّ، وَرَجَمَ شُرَاحَةَ الْهَمَذَانِيَّةَ.

  وَكَانَ عَلَى عَهْدِ رسول الله ÷ زَنَتْ يَهُوْدِيَّةٌ يُقَالُ لَهَا: بُسْرَةُ بِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُوْدِ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ ø أَنْزَلَ عَلَى مَوْسَى بن عِمْرَانِ الرَّجْمَ فِيْ الزَّانِي الْمُحْصَنِ، فَغَيَّرَتِ الْيَهُوْدِ ذَلِكَ فَجَعَلُوْهُ الْجَلْدَ، أَنْ يُجْلَدَ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً بِحَبْلٍ مُقَيَّر، وَيُسَوِّدُوْنَ وَجْهَهُ، وَيَحْمِلُوْنَه عَلَى حِمَارٍ، وَيَجْعَلُوْنَ وَجْهَهُ إِلَى ذَنَبِ الْحَمَارِ، فَلَمْ يَزَالُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى هَاجَرَ النبي ÷ فَزَنَتِ اليَهُوْدِيَّةُ بِالْيِهُوْدِيِّ، فَأَرَادَ الْيَهُوْدُ جَلْدَهُمَا ثُمَّ خَافُوا مِنَ النبي ÷ أَنْ يَفْضَحَهُمْ لَمَّا غَيَّرُوا مِنْ عِلْمِ التَّوْرَاةِ، فَقَالَ الأَحْبَارُ لِلسَّفَلَةِ: انْطَلِقُوْا إِلَى مُحَمَّدٍ فَاسْأَلُوْهُ عَنْ حَدِّ الزَّانِي فَإِنَّ قَالَ اجْلِدُوْهُ فَاقْبَلُوْا مِنْهُ، وَإِنْ أَمَرَكُمْ بِالرَّجْمِ فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ ولاَ تُقِرُّوا بِهِ ولاَ تَقْبَلُوْهُ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ ÷ فَسَأَلُوْهُ فَقَالَ: «الرَّجْمُ إِنْ كَانَ مُحْصَناً»، فَقَالُوا: إِنَّ مُوسَى أَمَرَ أَنْ يُجْلَدَ إِنْ كَانَ مُحْصَناً، فَقَالَ: النَّبِيُّ ÷: «كَذَبْتُمْ، بَلْ أَمَرَكُمْ بِالرَّجْمِ وَرَجَمَ»، فَقَالُوا: كَلاَّ، فَقَالَ: «فَاجْعَلُوا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ حَكَماً»، فَقَالُوا: اخْتَرْ مَنْ أَحْبَبْتَ، فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ # فَقَالَ: «اجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ، أَعْوَرَ، شَاباً طَوِيلاً يُقَالُ لَهُ عبد الله بن صُورْيَا»، فَدَعَاهُم النَّبِيُّ ÷ وَقَالَ: «هَلْ تَعْرِفُونَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ فَدَكٍ»، وَنَعَتَ لَهُمْ نَعْتَهُ، فَقَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «كَيْفَ عِلْمُهُ فِيكُمْ؟» فَقَالُوا: ذَاكَ أَعْلَمُنَا بِالتَّوْرَاةِ، فَقَالَ: «ذَاكَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ»، فَرَضُوا بِهِ وَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ، فَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ÷ مَعَ الْيَهُودِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ÷: