درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

عبدالله بن محمد بن أبي النجم (المتوفى: 647 هـ)

[الباب السابع عشر] في ذكر القضاة والقضايا

صفحة 116 - الجزء 1

  أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، الدِّرْعُ وَاللَّهِ دِرْعُكَ يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ، اتَّبَعْتُ الْجَيْشَ وَأَنْتَ مُنْطَلِقٌ إِلَى صِفِّينَ فَجَرَرْتُهَا مِنْ بَعِيْرِكَ الأَوْرَقِ، قَالَ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ: أَمَّا إِذَا أَسْلَمْتَ فَهِيَ لَكَ، وَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ، وَقَاتَل مَعَ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ يَوْمِ النَّهْرَوَانِ.

  · قَالَ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ #: يَنْبَغِي لِلْقَاضِي أَنْ يَحْرِصَ عَلَى الصُّلْحِ بَيْنَ النَّاسِ مَا لَمْ يُبِنْ لَهُ الْحَقُّ، فَإِذَا بَانَ لَهُ الْحَقُّ فَلاَ صُلْحَ.

  (٣٣١) وَبَلَغَنَا عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷: أَنَّهُ قَضَى بَيْنَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي سَقْوِ الْمَاءِ، فَقَضَى لِصَاحِبِ الزَّرْعِ أَنْ يُمْسِكَ الْمَاءَ إِلَى الشِّرَاكَيْنِ وَلِصَاحِبِ النَّخْلِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ يُرْسِلُونَ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُمْ.

  · قَالَ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ #: وَلاَبُدَّ لِلْقَاضِي مِنَ الْعَطَاءِ وَالتَّوْسِعَةِ وَإِلاَّ هَلَكَ وَعِيَالَهُ وَأشْتَغَلَ عَنِ القَضَاءِ قَلْبُهُ، وَقَدْ كَانَ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ يَرْزُقُ شُرَيْحاً خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ.

  · وَقَالَ #: جَاءَتِ السُّنَّةُ مِنْ رسول الله ÷ بِالَحُكْمِ بِشَاهِدٍ وَيَمِينٍ.

  (٣٣٢) وَبِإِسْناَدِهِ عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «مَن اقْتَطَعَ حَقَّ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَأَوْجَبَ لَهُ النَّارَ»، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ شَيْئاً يَسِيراً؟ قَالَ: «وَإِنْ كَانَ قَضِيباً مِنْ أَرَاكٍ»، حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ.

  (٣٣٣) قَالَ يَحْيَى #: وَيَجِبُ عَلَى الْقَاضِي أَنْ يَتثَبَّتَ فِيْ أَمْرِ الْحُدُوْدِ إِذَا رُفِعَتْ إِلَيْهِ، فَقَدْ قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷: «ادْرَؤُا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ».