[مقدمة جامع الكتاب]
  فرأيت أن أجمع فِيْ كتابي هَذَا مما حفظت فِيْهِ من رواية الْهَادِي إِلَى الْحَقِّ # تقرباً إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وإِلَى الإِمَامِ الْهَادِي إِلَى الْحَقِّ، رجاء أن أحشر فِيْ زمرته، وأدخل فِيْ شفاعة جده ودعوته.
  وتوخيت بِذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا بِهِ الإِمَام المنصور باللَّه أمير الْمُؤْمِنِيْنَ عبد الله بن حمزة بن سليمان - أعز اللَّه أنصاره -، يرفعه إِلَى النبي ÷ أَنَّهُ قَالَ: نَضرَ اللَّهُ امْرَءاً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا(١) حَتَّى يُؤَدِّيهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَمَا يَسْمَعُهَا.
  وحَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيْهِ، يرفعه إِلَى النبي ÷ أَنَّهُ قَالَ: الًّلهُمّ ارْحَمْ خُلَفَائِي، قَالَهَا ثَلاثاً، قِيلَ: يَا نَبِيَّ اللَّه، وَمَنْ خُلَفَاؤُكَ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي وَيَرْوُونَ أَحَادِيثِي وَسُنَّتِي وَيُعَلِّمُونَهَا النَّاسَ(٢) وهَذَا حِيْنَ أبتدئ فِيْ ذلك، ومن اللَّه أسأل التوفيق، وَهُوَ حسبي ونعم الوكيل.
(١) قوله: «نضر اللَّه امرءاً سمع مقالَّتِي فوعاها» نضره ونضره وأنضره، أي نعمه ويروى بالتخفيف والتشديد من النضارة، وهى الأصل حسن الوجه وبريقه، وإنما أراد حسن خلقه وقدره، وقوله: «وسنتى» السنة مَا صدر عَنْ الرسول ÷ منسوباً إِلَى نفسه من قول أوفعل أو ترك صوابه أو تقريره، واللَّه أعلم.
(٢) وفى حديث آخر قوله ÷: «يحمل هَذَا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عَنْهُ تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين».