درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

عبدالله بن محمد بن أبي النجم (المتوفى: 647 هـ)

[الباب السابع] في الصيام وفضله

صفحة 71 - الجزء 1

  (١٧٠) وَبِإِسْناَدِهِ عَنْ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ # أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَاءَ شَهْرُ رَمَضَانَ خَطَبَ النَّاسُ فَقَالَ: «إِنَّ النَّبِيَّ ÷ قَالَ: إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ الْمُبَارَكَ الَّذِي افْتَرَضَ اللَّهُ صِيَامَهُ قَدْ أَتَاكُمْ، وَلَمْ يَفْتَرِضْ قِيَامَهُ قَدْ أَتَاكُمْ، أَلاَ إِنَّ الصَّوْمَ لَيْسَ مِن الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَحْدَهُمَا، وَلَكِنْ مِن اللَّغْوِ وَالْكَذِبِ وَالْبَاطِلِ».

  (١٧١) وَبِإِسْناَدِهِ أَنَّ النَّبِيَّ ÷ قَالَ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَافْطُرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلاَثِينَ».

  (١٧٢) وَبِإِسْناَدِهِ أَنَّ النَّبِيَّ ÷ قَالَ: «الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» وَأَشَارَ بِيَدَيْهِ ثَلاَثَاً، ثُمَّ قَالَ: «الشَّهْرُ هَكَذَا»، وَأَشَارَ بِيَدَيْهِ ثَلاَثَاً، ثُمَّ نَقَّصَ فِي الثَّالِثَةِ أصْبَعاً.

  (١٧٣) قَالَ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ ¥: افْتَرَضَ اللَّهُ الصَّوْمَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فِيْ أَوَّلِ مَرَّةٍ كَمَا افْتَرَضَهُ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ، فَكَانُوا يَصُوْمُوْنَ النَّهَارَ وَيَأْكُلُونَ وَقْتَ الإِفْطَارِ إِلَى أَنْ يَنَامُوا، ثُمَّ لَمْ يَحِل لَهُمْ أَكْلٌ وَلاَ شَرَابٌ وَلاَ جِمَاعٌ حَتَّى يَكُوْنَ مِنَ الْغَدِ عِنْدَ دُخُوْلِ اللَّيْلِ، وَكَانَ مِنْ أَمْرِ الأَنْصَارِيِّ، مَا كَانَ وَهُوَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو قَيْسٍ، وَاسْمُهُ صَرَمَةُ بن أَنَسٍ، فَعَمِلَ فِيْ بَعْضِ حَوَائِطِ الْمَدِينَةِ، فَأَصَابَ مُدّاً مِنْ تَمْرٍ، فَأَتَى بِهِ امْرَأَتَهُ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَبْدَلَتْهُ بِمُدِّ دَقِيْقٍ فَعَصَدَتْهُ لَهُ، فَنَامَ لِمَا بِهِ مِنَ الوَهْنِ وَالتَّعَبِ قَبْلَ أَنْ تَفْرِغَ امْرَأَتَهُ مِنْ طَعَامِهِ، ثُمَّ جَاءَتْ بِهِ حِيْنَ فَرِغَتْ فَأَيْقَظَتْهُ لِيَأْكُلَ، فَكَرِهَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ وَرَسُوْلَهُ، فَطَوَى تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَعَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ يَوْمِهِ، ثُمَّ أَصْبَحَ صَائِماً مِنْ غَدِهِ، فَمَرَّ بِرَسُوْلِ اللَّهِ فَرَآهُ مَجْهُوداً، فَقَالَ لَهُ: لَقَدْ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا قَيْسٍ مَجْهُوداً طَلِيحاً فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ مِنْ خَبَرِهِ، فَسَكَتَ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷. وَكَانَ عُمَرُ بن الْخَطَّابِ فِيْ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَدْ أَصَابُوا نِسَاءَهُمْ فِيْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَخَافُوا أَنْ يُذْكَرَ