[ادعاء صاحب الرسالة أن بسبب تعظيم قبور الصالحين دخل على عباد الأصنام، والجواب عليه]
  الشَّرْعُ، وَرَأَىهُ الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا، فَهْوَ مَمْنُوعٌ.
  فَكَيْفَ تَنْصِبُ مَا تَخَيَّلَهُ وَهْمُكَ، وَتَطَرَّقَ إِلَيْهِ فَهْمُكَ فِي مُصَادَمَةِ مَا وَرَدَ بِهِ الشَّرْعُ الشَّرِيْف، وَاسْتَحْسَنَهُ أَئِمَّةُ الدِّيْنِ الْحَنِيْف؟!.
[ادِّعاء صاحب الرسالة أنَّ بسبب تعظيم قبور الصالحين دَخَلَ عَلَى عُبَّاد الأصنام، والجواب عليه]
  قَالَ: «فَأَبُوا وَقَالُوا: بَلْ هَذَا تَعْظِيْمٌ لِقُبُورِ الصَّالِحِيْنَ، وَلعَمْرُ اللَّهِ مِنْ هَذَا بِعَيْنِهِ دَخَلَ عَلَى عُبَّادِ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْر(١)، وَمِنْهُ دَخَلَ عَلَى عُبَّادِ الأَصْنَامِ مُنْذُ كَانُوا إِلَى يَومِ القِيَامَةِ».
  الْجَوَابُ: مَا تَقْصِدُ بِقَوْلِكَ: «مِنْ هَذَا»؟ فَإِنْ كُنْتَ تُرِيْدُ اتِّخَاذَهَا أَوْثَانًا، وَاعْتِقَادَ تَأْثِيْرِهَا النَّفْعَ وَالضُّرَّ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى كَمَا فَعَلَهُ الْمُشْرِكُونَ فَلَا رَيْبَ فِي تَحْرِيْمِ ذَلِكَ.
  وَكَيْفَ تَتَجَاسَرُ عَلَى نِسْبَةِ فِعْلِ ذَلِكَ بَيْنَ ظَهْرَانَي آلِ مُحَمَّدٍ قُرَنَاءِ الْكِتَاب، وَأُمَناءِ رَبِّ الأَرْبَاب، وَأَمَانِ أَهْلِ الأَرْضِ مِنَ العَذَاب؟.
  أَمْ كَيْفَ يُقِرُّونَ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ، وَهُمُ الْحَامُونَ لِحِمَى الدِّيْنِ الْحَنِيْف، الذَّابُّونَ عَنْهُ كُلَّ زَيْغٍ وَتَحْرِيْف، البَاذِلُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي إِحْيَاءِ مَعَالِمِ الشَّرْعِ الشَّرِيْف؟!.
  سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيْمٌ.
  وَإِنْ كُنْتَ تُرِيْدُ تَعْظِيْمَهَا بِمَا نَدَبَ إِلَيْهِ الشَّارِعُ مِنَ الزِّيَارَةِ، وَالتِّلَاوَةِ، وَالدُّعَاءِ فَقَدْ رَكِبْتَ مَتْنَ عَمْيَاء، وَخَبَطْتَ خَبْطَ عَشْوَاء، وَأَخْطَأتَ السَّبِيْل، وَارْتَكَبْتَ الرَّدَّ بِغَيْرِ حُجَّةٍ لِمَا اقْتَضَاهُ الدَّلِيْل.
(١) أسماء أصنام قومِ نُوحٍ #.