[ادعاء صاحب الرسالة أن الدعاء عند القبر من كيد الشيطان، والجواب عليه]
  فَبِالْحَقِيْقَةِ لَا أَعْظَمَ مِنْ دَسَائِسِ أَهْلِ الشُّبَهِ وَالأَهْوَاء، وَهَذِهِ حِبَالَةُ(١) إِبْلِيْسَ الَّتِي اتَّخَذَهَا للإِغْوَاء.
  عَصَمَنَا اللَّهُ تَعَالَى وَالْمُؤْمِنِيْنَ عَنْ طُرُقِ الضَّلَالِ وَالغِوَايَة، وَثَبَّتَنَا عَلَى الدِّيْنِ القَوِيْم، وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيْمِ سَبِيْلِ الحَقِّ وَالهِدَايَة، وَرَزَقَنَا التَّوْفِيْق، وَالْكَوْنَ مَعَ خَيْرِ فَرِيْق، وَصَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ حُمَاةِ الدِّيْنِ إِلَى يَوْمِ حَشْرِ العَالَمِيْن. آمين.
  قال في الأُمِّ: حُرِّر (غُرَّة شَعبانَ الوَسِيْم - سنة ١٣٦٩ هـ).
  وَلَمَّا اطَّلَعَ مَوْلَانَا العَلَّامَةُ، شَرَفُ الْمِلَّةِ الإِسْلَامِيَّة، وَصَفْوَةُ السُّلَالَةِ العَلَوِيَّة الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُوْثِيُّ حَفِظَهُ اللَّهُ عَلَى هَذِهِ الرِّسَالَةِ الشَّافِيْةِ، قَالَ مَا لَفْظُهُ:
  
  وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.
  اطَّلَعْتُ عَلَى هَذِهِ الرِّسَالَةِ وَالجَوَابِ الشَّافِي، فَلَقَدْ أَجَادَ الْمُجِيْبُ وَأَفَادَ، فَجَزَاهُ اللَّهُ عَنِ الْعِتْرَةِ الْمَظْلُومَةِ خَيرًا، وَليَعْلَم أَنَّهُ مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُم، مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُم، وَأَنَّ الأَصْلَ فِي هَذَا شِدَّةُ التَّحَامُلِ عَلَى العِتْرَةِ حَسَدًا وبَغْيًا مِنْ أَيَّامِ النَّبِيِّ ÷ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ؛ لِمَا ظَهَرَ فِيْهِمْ مِنَ الآيَاتِ وَالأَخْبَارِ مِنَ النَّبِيِّ ÷ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّهُم خَلِيْفَتُهُ ÷ فِي أُمَّتِهِ، وَأَنَّهُمُ الأَمَانُ مِنَ الضَّلَالِ، وَأَنَّهُم أَئِمَّةُ الأُمَّةِ، فَبَالَغَ القَوْمُ فِي طَمْسِ آثَارِهِم؛ حُبًّا للرِّئَاسَةِ، وَلِذَا قَالَ عَلِيٌّ #: (ضَرَبَ ليَ الدَّهْرُ حَتَّى قُرِنْتُ بِفُلَانٍ وَبِفُلَانٍ، ثُمَّ ضَرَبَ لِي الدَّهْرُ حَتَّى قُرِنْتُ بِمُعَاوِيَةَ وَعَمْرِو بْنِ العَاصِ).
(١) حِبَالَةُ الصَّائِدِ - بِالْكَسْرِ - وَالْأُحْبُولَةُ - بِالضَّمِّ - مِثْلُهُ، وَهِيَ الشَّرَكُ وَنَحْوُهُ، وَجَمْعُ الْأُولَى: حَبَائِلُ، وَجَمْعُ الثَّانِيَةِ: أَحَابِيلُ. وَحَبَلْتُهُ حَبْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ، وَاحْتَبَلْتُهُ: إذَا صِدْتُهُ بِالْحِبَالَةِ. تمت من (المصباح).