باب في عصمته ودور الحق معه حيث دار
  «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق»، قلنا: بلى، قال: فأين المؤمن، قلنا في الجنة، قال: فأين المنافق؟ قلنا في النار، قال: فعلي # قسيم النار(١).
  أبو أيوب الأنصاري قيل له أخبرنا عن خروجك مع علي بن أبي طالب #: قال أبو أيوب فأني أقسم لكما لقد كان رسول الله معي في هذا البيت الذي أنتما فيه، وما في البيت غير رسول الله ÷ وعلي جالس عن يمينه وأنا جالس عن يساره، وأنس بن مالك قائم بين يديه إذ تحرك الباب، فقال رسول الله ÷: «يا أنس انظر من في الباب»، فخرج أنس ونظر فقال: يا رسول الله هذا عمار، فقال ÷: «افتح لعمار الطيب المطيب»، ففتح أنس الباب، فدخل عمار فسلم على رسول الله ÷، فرحب به فقال: «يا عمار إنه سيكون بعدي في أمتي هنات، حتى يختلف السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضاً، وحتى يتبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني - يعني علي بن أبي طالب # - فإن سلك الناس وادياً وسلك علي وادياً، فاسلك وادي علي وخل عن الناس.
  يا عمار: إن علياً لا يردك عن هدى، ولا يدلك على ردى.
  يا عمار: طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله» ... وقد تقدم أوله من رواية الناطق بالحق #(٢).
(١) أخرجه الإمام المرشد بالله # في أماليه: الجزء الأول /ص ١٣٥.
(٢) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ١٠١ - ١٠٢ برقم (٥٩).