المنتزع المختار فيما يتعلق بالاعتقادات من الأحاديث والآثار،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

فصل في الانتصاف للمظلوم من الظالم وعدم انحباط عوض ذي الكبيرة

صفحة 45 - الجزء 1

  وروى الإمام أحمد بن سليمان # في الحقائق: إن في التوراة (يا موسى إني لم أفقر الفقير لذنب قدمه إلي، ولم أغن الغني لصنيعة قدمها إلي، وإنما أفقرت الفقير لأنظر صبره، وأغنيت الغني لأنظر شكره، يا موسى فلا الفقير صبر، ولا الغني شكر)⁣(⁣١).

  وقد تقدم من الأصل ما فيه كفاية.

فصل في الانتصاف للمظلوم من الظالم وعدم انحباط عوض ذي الكبيرة

  الناطق بالحق #: عن جابر قال: بلغني حديث عن رجل من أصحاب النبي ÷ فابتعت بعيراً فشددت عليه رحلي، فسرت إليه شهراً حتى قدمت الشام، فإذا عبدالله بن أنيس الأنصاري فأتيت منزله فأرسلت إليه أن جابراً على الباب، فرجع الرسول فقال جابر بن عبدالله قلت: نعم، فخرج إلي فاعتنقته واعتنقني، قلت: حديث بلغني أنك سمعته من رسول الله ÷ في المظالم ولم أسمعه، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: (يحشر الله تبارك تعالى العباد أو قال الناس شك همام⁣(⁣٢) وأومأ بيده إلى الشام حفاة عراة بُهما، قلت: ما بُهماً؟ قال: ليس عليهم شيء، فيناديهم بصوت يسمعه من بَعُد،


(١) الحقائق (خ).

(٢) همام: أحد رجال الحديث. اهـ. المؤلف.