باب في مقتله # وموضع قبره
  أوصيكما بتقوى الله، ولا تبغيا الدنيا وإن ابتغتكما، ولا تأسيا على شيء زوي عنكما، قولا الحق وارحما اليتيم، وأعينا الضعيف، وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً، واعملا بالكتاب، ولا تأخذكما في الله لومة لائم.
  ثم نظر إلى محمد بن الحنفية، فقال: هل فهمت ما أوصيت به أخويك؟ قال: نعم.
  قال: فإني أوصيك بمثله، وأوصيك بتوقير أخويك، وتعظيم حقهما، وتزيين أمرهما، ولا تقطعن أمراً دونهما، ثم نظر إليهما وقال: أوصيكما به، فإنه شقيقكما(١) وابن أبيكما، وقد علمتما منزلته كيف كانت من أبيكما، فإنه كان يحبه فأحِبّاه، وكان آخر ما تكلم به بعد أن أوصى الحسن # بما أراد: (لا إله إلا الله) يرددها حتى قبض ~ ليلة الأثنين لإحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين(٢).
  وعن الحسين الجلال عن جده: قلت للحسن # أين دفنتم أمير المؤمنين، قال خرجنا به ليلاً من منزله، ومررنا به على مسجد الأشعث، حتى خرجنا به إلى الظهر بجنب الغري(٣).
  انتهى ما أردنا نقله واختصاره من البرق اللموع للعلامة الجنداري، وقد نقلنا من غيره شيئاً يسيرا.
  يظهر للناظر وهو ما لم ينسب إلى المجموع لزيد # أو إلى الأماليين لأبي طالب والمرشد بالله # وحرر في جمادى الأولى سنة ستين وثلثمائة وألف.
  بقلم جامعه / علي بن محمد العجري غفر الله له.
(١) لعله (أخوكما) لأنه لم يكن شقيقاً لهما بل من أم أخرى.
(٢) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ١٢٦ برقم (٩٨).
(٣) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ١٢٧ برقم (٩٩).