فصل في الانتصاف للمظلوم من الظالم وعدم انحباط عوض ذي الكبيرة
  ويسمعه من قَرُب: أنا الملك الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة، حتى اللطمة، قال: قلنا: وكيف وإنما نأتي الله حفاة عراة غرلا؟ قال: الحسنات والسيئات)(١).
  وروى أبو الفرج الأصفهاني عن حسين بن نصر وذكر قصة آل الحسن في حبسهم قال: (حبسهم أبو جعفر في محبس لا يدرون ليلاً من نهار ولا يعرفون وقت الصلاة إلا بتسبيح علي بن الحسن بن الحسن، فضجر عبدالله بن الحسن ضجرة، فقال: يا علي ألا ترى إلى ما نحن فيه من البلاء، ولا تطلب إلى ربك ø أن يخرجنا من هذا الضيق والبلاء، قال: فسكت عنه طويلاً ثم قال: يا عم إن لنا في الجنة درجة لم نكن لنبلغها إلا بهذه البلية، أو بما هو أعظم منها، وإن لأبي جعفر في النار موضعاً، لم يكن ليبلغه حتى يبلغ بنا مثل هذه البلية أو أعظم منها فإن تشاء أن تصبر فما أوشك فيما أصابنا أن نموت ونستريح كأن لم يكن منه شيء، وإن تشاء أن ندعوا ربنا ø أن يخرجك من هذا ويقصر بأبي جعفر عن غايته التي له في النار فعلنا، قال: لا بل أصبر فما مكثوا إلا ثلاثاً حتى قبضهم الله إليه.
  قال السيد الإمام أبو طالب | معنى قوله: لنا في الجنة درجة لم نكن لنبلغها إلا بهذه البلية أي الدرجة المستحقة على الأعواض التي تؤخذ من أبي جعفر وتنقل إليهم ويحتمل الثواب الذي يجب لهم على المجاهدة والصبر على ما ينالهم منها)(٢).
(١) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه ص ٥٧٥ - ٥٧٦ برقم (٨١٢).
(٢) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ٥٧٥ - ٥٧٦ برقم (٨١٢).