المنتزع المختار فيما يتعلق بالاعتقادات من الأحاديث والآثار،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

فصل في القدر ووجوب الرضا به وافق النفوس أم لا وفي تفسيره

صفحة 48 - الجزء 1

  بالقرآن ما وافق أهواءهم، وما خالف أهواءهم تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض يسعون، فيما يدرك بغير سعي من القدر المقدور، والأجل المكتوب، والرزق المقسوم، ولا يسعون فيما لا يدرك بغير السعي من الحق الموفور، والسعي المشكور، والتجارة التي لا تبور)⁣(⁣١).

  وعن صالح بن معاوية قال: سأل رجل أبا الحسين زيد بن علي # فقال: يا ابن رسول الله ألا تخبرني عن القدر ما هو؟

  فقال زيد بن علي #: (إن ذلك أن تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، وإن من القدر أن تسلم لله الأمر في الذي أراد وأمر ونهى وقدر، وترضى بذلك لك وعليك).

  زيد بن علي # عن علي #: والله ما كَذَبْتُ ولا كُذبْتُ ولا ابتدعت ما نزلت هذه الآية إلا في القدرية خاصة: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ ٤٧ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ٤٨ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر}⁣[القمر: ٤٧ - ٤٩]، ألا إنهم مجوس هذه الأمة: فإن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم، سبحان الله عما يقولون علواً كبيرا⁣(⁣٢).


(١) أخرجه الإمام المرشد بالله # في أماليه: الجزء الثاني /ص ٢٠٦.

(٢) أخرجه الإمام زيد بن علي # في المجموع: ص ٢٦٩ برقم (٦٥١).