المنتزع المختار فيما يتعلق بالاعتقادات من الأحاديث والآثار،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

باب ما لقي النبي ÷ وما لقي أصحابه من المشركين بمكة

صفحة 62 - الجزء 1

باب ما لقي النبي ÷ وما لقي أصحابه من المشركين بمكة

  الناطق بالحق #: عن أم سلمة ^ قالت: لما رأى عثمان بن مظعون ما يلقى أصحاب رسول الله ÷ من البلاء وهو في عافية من ذلك بجوار رجل من المشركين قال: والله إني لفي غبن كبير أن إخواني يعذبون في الله وأنا من ذلك في معزل بجوار رجل مشرك، فخرج حتى أتى الوليد بن مغيرة فقال: يا أبا عبد شمس قد أحببت أن أرد عليك جوارك، وأكون في جوار الله قال: ولم ذاك يا ابن أخي؟ هل آذاك أحد؟

  قال: لا ولكن أحببت أن أرد عليك جوارك وأكون في جوار الله تعالى، قال: إن هذا لا يكون حتى تخرج إلى قريش فتخبرهم أنك قد رددت علي جواري فإني أجرتك علانية، قال: فانطلق وانطلق معه ووقف في المسجد على مجلس قريش، فقال: يا معشر قريش إني كنت أجرت عثمان بن مظعون كما قد علمتم ثم جاءني فرد علي جواري، كذلك يا عثمان قال: نعم، قال: فإني بريء من جواره، قال: فوافق ذلك حضور لبيد بن ربيعة مجلس قريش ينشدهم شعره قال: فجلس الوليد، وجلس عثمان فأنشد لبيد:

  ألا كل شيء ما خلا الله باطل

  فقال عثمان: صدقت، قال:

  وكل نعيم لا محالة زائل