باب في ذكر القرآن الكريم وكتب الأنبياء $ وما يتصل بذلك
  من هنا المرشد بالله # فقط، قلت يا رسول الله فما كانت صحف موسى؟، قال: كانت عبراً كلها، «عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، ولمن أيقن بالنار كيف يضحك، ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم يطمئن إليها، ولمن أيقن بالقدر كيف ينصب، ولمن أيقن بالحساب كيف لا يعمل»، قلت: يا رسول الله: هل لدينا فيما أنزل الله عليك مما كان في صحف إبراهيم وموسى، قال: نعم يا أبا ذر، اقرأ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}[الأعلى: ١٤ - ١٩] ... إلى آخر السورة، قلت يا رسول الله أوصني، قال: «أوصيك بتقوى الله فإنه زين لأمرك كله»، قلت: زدني، قال: «عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله كثيراً فإنه ذكر لك في السماء، ونور لك في الأرض»، قلت: زدني، قال: «إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه»، قلت: زدني، قال: «عليك بطول الصمت»، قلت: زدني، قال: «لا تخف في الله لومة لائم»، قلت: زدني قال: «ليحجرك عن الناس ما تعلم من نفسك ولا تجد عليهم فيما تأتي»، ثم قال: «كفى بالمرء عيباً أن تكون فيه ثلاث خصال، يعرف من الناس ما يجهل من نفسه، ويستحي لهم فيما هو فيه، ويؤذي جليسه فيما لا يعنيه، ثم قال: يا أبا ذر: لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق»(١).
(١) أخرجه الإمام المرشد بالله # في أماليه: الجزء الأول /ص ٢٠٥.