فصل في أن القرآن الموجود في المحاريب المكتوب في الصحف كلام الله تعالى
  أبيتم إلا الكتاب اشترط على الحكمين أن يحييا ما أحيا القرآن وأن يميتا ما أمات القرآن، لأنهما إن حكما بحكم القرآن لم يكن لنا خلاف على من حكم بما في القرآن، وإن أبيا كنا من حكمهما براء وكنا على رأس أمرنا، قالوا: أفعدلٌ تحكيم الرجال في الدماء؟، قال: إنا لسنا الرجال حكمنا إنما حكمنا القرآن، وهذا القرآن إنما هو خط مخطوط(١) مستور بين الدفتين وإنما ينطق بحكمه الرجال، قالوا: فخبرنا عن الأجل لم جعلته فيما بينك وبينهم؟ قال: ليعلم الجاهل وينيب العالم، ولعل الله يصلح في هذه المدة أمر هذه الأمة ادخلوا مصركم، فدخل أصحابه عن آخرهم(٢).
  المرشد بالله #: عن ابن عباس أن وحشياً أتى النبي ÷ فقال: يا محمد أتيتك مستجيراً فأجرني حتى أسمع كلام الله، فقال رسول الله ÷ كنت أحب أن أراك على غير جوار، فأما إذا أتيتني فأنت في جواري حتى تسمع كلام الله، قال: فإني أشركت بالله العظيم، وقتلت النفس التي حرم الله، وزنيت فهل يقبل الله من يبتغي توبة، فصمت النبي ÷ حتى نزلت: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهًا آخر ...}[الفرقان: ٦٨] الآية فدعا به فقرأها عليه قال: أرى شرطاً فلعلي لا أعمل صالحاً أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله، فنزلت: {إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ...}[النساء: ١١٦]،
(١) حجة في أنه المكتوب في المصاحف لا النفسي، وهذا عبارة عنه. اه / المؤلف ¦.
(٢) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ٢٨٠ - ٢٨١ برقم (٢٥٨).