مشاهد الفوائد وشواهد الفرائد،

أحمد بن عزالدين بن الحسن (المتوفى: 941 هـ)

[المقدمة]

صفحة 29 - الجزء 1

[المقدمة]

  

  الحمد لله الذي أنعم على عباده بنعمة الإسلام، وأبان لهم سُبلاً واضحة موصلة إلى الخير والإنعام، وفرض عليهم فرائض وفَّق من أحبّه منهُم للقيام بها والاهتمام، وأفاض عليهم من أنوار هدايته، وأمطر عليهم من سحاب توفيقه غير الكَهَام⁣(⁣١)، وزحزحهم بلطفه وإعانته عن مدارج الآثام، والصلوات والتحيات المباركات والسلام، على سيدنا محمدٍ الذي كشف به حنادس الظلام، وأيده وشد أزره بأصحابه البررة الكرام، حتى أظهره على الدين كله، فأرغم بذلك أنوف المردة اللئام، وعلى عترته مصابيح الدجى وسفن النجى، المخصوصين بالزعامة من بين الأنام، ما سجع في الأيك هاتف الحَمام، وشُدَّ كورٌ على سنام.

  وبعد:

  فإن من أجلَّ النِعم وأبلغ المنح والقسم، ما منَّ الله به على هذه الأمة من قائمٍ يقوم من العترة، يهدي إلى سواء السبيل، وواضح المحجة؛ لما علم سبحانه حُسن انقطاع الرسالة، واستمرار شريعة محمدٍ، وثبوت أطنابها إلى يوم القيامة، فجعل خالفاً لها حظُّه الإمامة، وصيّرها في عترة نبيه ÷(⁣٢) للقرابة و [الرحامة]⁣(⁣٣)؛ لما أراد لهم من الكرامة، وأوجب على الأنام الفزع إلى نصب إمامٍ؛ للتمييز بين الحلال والحرام، ومجاهدة أعداء دينه بالحسام، وفرض عليهم فرائض تلزمهم له كالصلاة والصيام، وأوجب له ما أوجب للنبي إلا


(١) الكهام: البطيء.

(٢) من نسخة (ب).

(٣) في نسخة (أ): الزعامة.