الباب الأول: فيما يجب له
  الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ٣٨}[التوبة].
  ومما ورد من الآثار عن النبي المختار: قوله: «الْجِهَادَ سَنَامُ الدّينِ»(١)، وقال ÷: «مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالْغَزْوِ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ»(٢)، وقال ÷ لرجل من أصحابه وقد أُتي به من الجبل أراد أن يعتزل في الجبل ليتعبد: «لَا تَفْعَلْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَصَبْرُ أَحَدِكُمْ سَاعَةً مِنْ النَهَارٍ فِي بَعْضِ مَراَبط الإِسْلامِ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ رَجُلٍ خَالِيًا أَرْبَعِينَ عَامًا»(٣)، وقال ÷: «مَنْ سَهِرَ ليلَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، فَلَهُ عِنْدَ اللهِ مِنَ الثَّوَابِ مَا لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَصِفَهُ مِنْ أُمَّتِي، وَمَنْ خَدَمَ الْمُجَاهِدِينَ يَوْماً، فَلَهُ عِنْدَ اللهِ ثَوَاب عِبَادَة عَشْرَةِ آلافِ سَنَةٍ»(٤)، وقال ÷: «غَزْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ بَعْدَ حَجَّةِ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ حَجَّةٍ»(٥)، وقال ÷: «الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ»(٦)، وقال ÷: «مَنْ نقَّى شَعيراً لفَرَسِه، ثُمَّ عَلَفَهُ عَليْهِ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلّ حَبَّةٍ حَسَنَةٌ»(٧).
  و [عنه](٨) ÷ أنه قال رجل: يا نبي الله علمني عملاً أنال به ثواب المجاهدين في سبيل الله، فقال له: «هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُصَلِّي فَلَا
(١) الجهاد لابن أبي عاصم ج ١ ص ١٥٣.
(٢) صحيح مسلم ج ٣ ص ١٥١٧.
(٣) مصنف عبد الرزاق الصنعاني ج ٥ ص ٢٥٩.
(٤) سنن ابن ماجه ج ٢ ص ٩٢٤ بلفظ: «مَنْ رَابَطَ لَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللهِ سُبْحَانَهُ، كَانَتْ كَأَلْفِ لَيْلَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا».
(٥) مصنف ابن أبي شيبة ج ٤ ص ٢٠٨ بلفظ قريب.
(٦) سنن الترمذي ج ٤ ص ١٨٦.
(٧) مسند أحمد بن حنبل ج ٢٨ ص ١٥٣.
(٨) في (أ): قال.