السبب الداعي لهذه السيرة
  هذا ... ولمَّا عرفنا مكارم أخلاقه، وبركات أعماله الصالحة، وكراماته النيرة، وفضائله المعروفة لدى الناس ممن عرفه من أهل زمانه، وقد نقلوا الكثير الطيب من كراماته إلَّا أنه قد يلحقها مع مرور الأيام النسيان - فضلاً عمّن لم يعاصره من الأجيال القادمة فإنهم يجهلون مكارم حياته - أحببنا أن ينفعنا الله وجميع الإخوان بذكر سيرته العطرة، وحياته المباركة، فنقتبس من أنوار هدايته، تأسياً بأخلاقه، واقتداءً بأفعاله، واقتفاءً لآثاره، وسيراً على منواله، وتعريفاً للأجيال القادمة الذين لم يعرفوه ولم يشاهدوه؛ ليكون لهم قدوةً في حياتهم بأعماله الصالحة، وقيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بسعيه بالإصلاح بين الناس وأيضاً طلباً لرحمة الله وثوابه؛ لعلّنا أن نحظى بالقبول من الله سبحانه بأن يدخلنا معهم برحمته في عباده الصالحين، متقرباً بهذا العمل إلى الله، وصلة وبراً بوالدنا | عسى الله أن يقرَّ عينه بذلك، وأن يكون سبباً لنا إلى رضوان الله، وفوزاً بثوابه، فنسعد بمجاورتهم غداً، ونحضى بمرافقتهم في تلك الجنان المباركة، والمساكن الطيبة، والأنهار الجارية، في دار كرامته ومحلّ أوليائه وأحبائه.