تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

السبب الداعي لهذه السيرة

صفحة 13 - الجزء 1

السبب الداعي لهذه السيرة

  هو ما علمنا من بركات سيرته العطرة، وأنوار حياته المباركة، ومكارم أخلاقه العالية، ومحاسن أعماله الطيبة، ومعاملته الحسنة مع الناس بإصلاح ذات بينهم، وحقن دمائهم، وتأمين سبلهم، وحل مشاكلهم، بما يبهر الألباب، وتتحير عنده الأفكار، ويعجز عن وصفه اللسان، من حلّ تلك القضايا الكبيرة، والمشاكل المعقدة من قضايا القتل والحروب والفتن، والتي كانت تنشب من حين لآخر، فيأتي ويطفئ نار الفتن، ويخمد أنفاس لهيبها، ويحلها في أسرع وقت بعون الله تعالى وفضله، وما ذلك إلّا لتأييد الله له، ولطفه وتسديده، حيثُ وفقه لإصلاح ذات البين فحظي بتوفيق الله، ومحبة العباد، وصدق الله القائل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ٩٦}⁣[مريم].

  لذلك ... أكرمه الله سبحانه بالمحبة والوجاهة بين العباد، فجاهه مقبولٌ، وقوله مسموعٌ، عند الخاصة والعامة من الناس، فهم يحترمونه، ويعرفون له قدره وفضله؛ لما يرون من تأييد الله له باستجابته سبحانه لدعائه، وتلبيته لندائه، وتعجيل عقوبة من خالفه أو عارضه حينما يُصِلح بين الناس فيهلكه الله بيومه كما ذلك معروفٌ عند الناس، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده.