تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

قصة بلاد الشط

صفحة 58 - الجزء 1

  من بلاد العصيمات، وأسكُن في أعلى جبال ذو خيران أمشي راجلاً حوالي نصف نهار حتى أصل إلى أهلي، وكان عندنا مجموعةٌ من المصلين عرفوا مكانه، ثُمَّ سأل عنا فلمّا عرفَ، قال: أنت من ذرية السيد الذي ببلاد ذو صولان، ذاك السيد كان فضيلاً، إذا دعا على شخص أهلكه الله، مشينا ذات مرةٍ إلى عنده، ودعا على رجل من أهل الشط من ذو جراد، فعجّل الله عقوبته فمات.

  ثمَّ ذَكَر هذه القصة فقال: كنت بدوياً في بلاد عذر بشَط بن جراد فترفق عندي رجلٌ من الحُجرية على شخصٍ من ذوجراد، ادَّعى أنه بنى له بيتاً ولم يحاسبه، فقلتُ له: أنا رجل - بدوي - حنتبي من بلاد العصيمات ولستُ من أهل هذه البلاد، لكن عليك الله بالسيد/ عبدالله المتوكل ببلاد ذو صولان، وأنا سأذهب معك، فلمّا وصلنا إليه وأخبرناه بالخبر كتب له ورقةً إلى عند غريمه ليحضر إليه، ثمَّ حضرنا جميعاً إلى عنده، فقال: هذا الرجل يدّعي عليك بأنّك لم تحاسبه على البناء فأنكر صاحب ذوجراد وحلف على ذلك، وقال الرجل لسيدي عبدالله: ادعو الله عليه، فدعا الله عليه بالعقوبة إذا فجر في يمينه وظلم هذا الرجل، فقال الحنتبي لم تمضِ أربعة أيام على صاحب ذو جراد حتى لقصته حية فمات، وحرق البيت بالنار،