تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

موقف آخر

صفحة 79 - الجزء 1

  ١٤٢٤ هـ حتى ١٤٣٥ هـ فنحثهم على طلب العلم ونتعاون وإياهم على البر والتقوى بإحياء الدين والإرشاد، بفضل الله وتوفيقه، وعونه وتسديده، فإنه لاحول لنا إلا بالله ولا قوة لنا إلا بمعونته وتوفيقه، ونسأله سبحانه القبول والتوفيق وحسن الختام، وأن يهب لنا حظاً ونصيباً مع علمائنا في إحياء دينه وإرشاد عباده، بحول الله وقوته إنَّه قريبٌ مجيب.

  هذا ... وكان ذلك اليوم يوماً مهيباً عظيماً، اجتمع فيه جمعٌ كبيرٌ من الناس، من كل قرية، ومن كل عزلة، وتوافد الناس إلى سوق العنان، ثم تحركت تلك الجموعُ الغفيرة المهيبة من الناس إلى بن حنيش؛ لإقامة الاحتفال بالغدير هناك، واستقبل وجهاء وعقّال بن حنيش الناس هناك، وفي مقدمتهم وعلى رأسهم رجلٌ من وجهاء القوم كبيرٌ في السن على لحيته الكريمة - التي ملئت صدره - المهابة والوقار، وعلى وجهه سيماء الصالحين، فتكلم نيابة عن جماعته من أهالي وعقال بن حنيش مُرحّباً بالضيوف الوافدين للغدير هناك، ولم نكن نعرف هذا الرجل الفاضل سابقاً، مع ما كنا نذهب في تلك الفترة السابقة أيام الإرشاد إلى بن حنيش لزيارة المرشدين، إلّا أنا لم نشاهده ولم نلتقي به إلّا ذلك اليوم، وكان يوماً عظيماً مباركاً،