فصل: وأما كراماته ¥
  مُغْضَباً، ودَعَا على الاثْنَيْنِ بما مَعْنَاهُ: اللهمَّ اجْعَلْ الدَّائِرَةَ عليهما، فما هو إلا أن انْفَصَلَ عنهم وأُصِيْبَا بِرَصَاصَتَيْنِ؛ فأمَّا أحَدُهما فَقُتِلَ، وأمَّا الآخَرُ فانْصَدَعَ شَطْرُ وَجْهِهِ وذَهَبَتْ عَيْنُهُ، فعَلِمُوا أنَّها دَعْوَتُهُ وفَزعُوا إليه، وتَوَسَّلُوا عنده حتى رَضِيَ عَنْهُمْ وصَلُحَ شَأْنُهم على يَدَيْهِ.
  ومنها: أنه ¥ دعا على شَخْصٍ أَعْرِفُهُ، فابْتُلِي ببلاءٍ عَظِيْمٍ، ثم تَابَ ذلك الشَّخْصُ وأنَابَ.
  ومنها: أنه خَرَجَ إلى بَعْضِ الأَمْكِنَةِ بصعدة مع جماعَةٍ من الإخوان وكُنْتُ عندَهُ، فقالَ لنا: نَتَوَسَّلُ إلى الله بِسُوْرَةِ يس أنْ يسقِيَنَا الغَيْثَ، وأَخَذَ يَتْلُو ونَحْنُ نُتَابِعُهُ، ويَدْعُو ونحنُ نؤمِّنُ معه، فما أتمَّ الراتِبَ إلا والمطَرُ يَسْكُبُ كأَفْوَاهِ القِرَبِ، وسَالَتْ الأَوْدِيَةُ وشَرِبَتْ البِلادُ شرباً روِياً هَنِيئاً، وابْتَهَرَ الحاضِرُونَ من سُرْعَةِ الإجَابَةِ.
  ومنها: أنه كان ¥ إذا أهمّه دَيْنٌ، وأَقْلَقَهُ وخَشِي فَوْتَ صَاحِبِه، دعا الله سبحانه أن يسَهِّلَ قَضَاءَهُ، فَيَتَيَسَّرُ له في أَسْرَعِ وقت وإنْ كان كَثِيراً من المال. وتُوفِّي بعضُ الأشخاصِ وعِنْدَهُ له جملة دَرَاهِمَ، فتوسَّلَ إلى الله تعالى في قَضَائِهِ فَمَنَّ الله تعالى به في يَوْمٍ واحِدٍ، في وَقْتٍ واحِدٍ، وله من هذا القبيل شيء غير قليل.
  ومنها: أنه ¥ كان يأتيه من غير البَشَرِ مَنْ يُوْقِظُهُ من الْمَنَامِ قبلَ الفَجْرِ على سَبِيْلِ الدَّوامِ.