النسيم العلوي والروح المحمدي،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

فصل: وأما كراماته ¥

صفحة 31 - الجزء 1

  ومنها: أنه كان ¥ يُكْثِرُ سَفَرَهُ من جَبَلِ برط إلى ضحيان للزِّيارة، وكان حيّ الوالد العلامة الولي شرف الأعلام الحسين بن محمد الحوثي المتوفى سنة ١٣٢٩ هـ ¥ يرى في المنامِ قَبْلَ وُصُوْلِهِ أنَّه يَصِلُ يوم كذا حتى إنه كان يُعْلِمُ أَهْلَهُ بوصوله في ذلك اليوم، وأخبرني الوالد ¥ أنه آخر مَرَّةٍ وَصَلَ في حَياةِ المولى الحسين اتَّفَقَ به عِنْدَ المحْرَابِ بمسجد ضحيان، فَتَصَافَحَا فَتَبَسَّمَ المولى الحسين؛ فالْتَفَتَ الوالدُ إليه؛ فقالَ: رَأَيْتُ في المنامِ أننا نَتَّفِقُ هاهنا. وهذه من كرامَاتِهما رضي الله عنهما، وأَعَادَ من بَرَكَاتِهما.

  ومنها: أنه كان ¥ له سلْطَانٌ رَهِيْبٌ، وسِرٌّ عَجِيْبٌ في إذْهَابِ مَرَدَةِ الجنِّ وطَرْدِهِمْ، وكان إذا تلا القُرْآنَ يَنْفِرُونَ ولهم صِياحٌ ولَغَطٌ وضَجِيْجٌ، مع أنه ما كان يَلْتَفِتُ إلى جَمْعِهِم واسْتِخْدَامِهم، وقد كان بعضُ صَالحيهم يَحْضُرُ عند تَدْرِيسِه، مُلازِماً للقرَاءةِ والسَّماع.

  ومنها: أنه في حَالِ مَرَضِهِ قَدَّسَ الله روحه الذي قَبَضَهُ الله فيه ظَهَرَتْ له آياتٌ وكراماتٌ خَارِقَةٌ للعَادَاتِ، نَذْكُرُ طَرَفاً منها، منها: أنه اشتَدَّ به الألمُ في بعض الليالي وأَتْعَبَهُ السَّهَرُ فبَيْنَما هو كذلك؛ إذ دَخَلَ عليه شَخْصٌ عليه هَيْئَةٌ جَمِيْلَةٌ، ومَنْظَرٌ حَسَنٌ وبيده ثلاث سجَّادات فألْقَى عليه الأولى والثانية والثالثة، فارْتَفَعَ الألَمُ بإذن الله ونامَ من حِيْنِهِ وسَاعَتِهِ، ولم يَسْتَيْقِظْ إلا وَقْتَ صَلاةِ الصُّبْحِ وهو يُكَرِّرُ الثناء على الله والذكر له.