فصل: وأما كراماته ¥
  ومنها: الآية العُظْمى والكرامة الكُبْرَى وهي أنه ¥ أرادَ بَعْضَ الحوائِجِ، وقد كان نَفَدَ سِقَاءُ المصْبَاحِ بالكُليّة ولم يَبْقَ فيه شَيءٌ، فدَعاني لِتَسْقِيَتِهِ وقد ذهب ضَوْؤُهُ حتى أنَّ أحداً لا يَرَى يَدَهُ لظُلْمَةِ المكان، فما أَتَيْتُهُ بالسِّقاء إلا وهو مُنِيرٌ إنارةً سَاطِعَةً، وما زال يَعْلُو بِقُدْرَةِ الله ويَرْتَفِعُ حتى بَلَغَ قَرِيباً من شِبْرٍ، ونَحْنُ قد ابْتَهَرْنا فيه وطفقْنَا نذكر الله جلَّ وعلا، ونَشْكُرُهُ على إِكْرَامِهِ لِوَلِّيهِ وابْنِ نَبِيِّهِ، ولقد اسْتَمَرَّ مُضِيئاً ولم يحتَجْ السِّقاءَ في تلك الليلةِ وما بَعْدَها حتى توفي ¥؛ فلله رجالٌ اخْتَصَّهم بالفَضْلِ وحَبَاهُمْ بالجَزْلِ.
  وإلى هنا يَنْتَهي عنان القلم؛ فخَصَائِصُهُ رضوان الله عليه كَثِيْرَةٌ، وفَضَائِلُهُ مُنِيْرَةٌ، ولا غَرْوَ فإنه من سَادَاتِ ذَوِي القُرْبَى، ورُؤَسَاءِ سلالَةِ أهْلِ الكِساء، ومن أهل ذلك البيت الذي مما أنزل الله فيهم - وكَفَى به فَضْلاً منيراً وشرفاً خَطِيراً -: {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا ٣٣}[الأحزاب].