النسيم العلوي والروح المحمدي،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

فصل: في صفته الشريفة

صفحة 43 - الجزء 1

  وقد كانت له غاية الاحترام ونهاية الإجلال والإكرام بين ذو غيلان وجميع قبائل همدان، ومَنْ بينهم من السّكان كما هم أهل هذا الشأن، وأقام في بيت الفقيه بشيبان بمدينة صعدة، وكان قد أُعِدَّ له، وانتقلَ بعد ذلك إلى الدَّرْبِ أعلى صعدة.

  وفي سنة ١٣٤٧ هـ سبع وأربعين وثلاثمائة وألف اسْتَخَارَ اللهَ تعالى في بناء بيت بجنْبِ مَسْجِدِ النَّجَّار، ثم إنه اشترى بيتاً في التوت لموافَقَتِهِ وحُسْنِ مَرَافِقِهِ، ولم يبرح رضوان الله عليه على طريقته مُحْيياً للعلم الشريف، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر المخوف، حريصاً على إرشاد العباد، مُسْتَصْحِباً لزَادِ المَعَادِ.

فصل: في صفته الشريفة

  كان ¥ تامَّ الخَلْقِ، طَوِيلَ القَامَةِ، أبْيَضَ اللون، أقْنَى الأنفِ، سَهْلَ الخدَّين، شَثْنَ الكفِّ والقَدَمَينِ، ضَخْمَ البَدَنِ، مَهِيباً في القلوب، جليلاً في العيون، تسْطَعُ أنوارُ السيادة من مخائِلِهِ، وتَلْمَعُ أسرار الهداية من شمائله، لا يمشي إلا مُطْرِقاً، لا يكادُ يتجاوَزُ نَظَرُهُ مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ، قوياً جداً، يَصْرَعُ الثلاثة والأربعة من الأقْرَانِ ويلقيهم واحِداً فوقَ واحد، فلا يستطيعون النهوضَ، لم يوهن الكِبَرُ قوَّتَه، ولم يغيّر العَجْزُ فِكْرَتَهُ وهِمَّتَه، فلقد كان في آخر أيامه يأخذ بذراع الشابّ القوي فلا يقتدر على الحركة.