رجوعه ¥ إلى مشاهد آبائه المقدسة
  الإمام المنصور ¥ فلا بأس، وإن كان بعد وفاته بَحَثْتُم، مع أنه لم يخرج الإمامُ من البابِ مُجَهَّزاً للدَّفْنِ إلا بعد دَعْوَتِنا، وسَبْقِ العلماء إلى إجَابَتِها، وإن كان الشكّ في المحاكمة والمباحثة، فإنَّا طلبنا علماء الشام أجمع أن المطلوب خروجهم للمباحثة والمساءلة وحتى إلى الشرفي؛ أنّه ما أراد من محاكمة أو مناظرة للجواب منذ عزم خمسة أيام، مع أنا أرسلنا مِنْ هنا مَنْ لا يُتَّهَمُ بالمحاباة، فبادروا بالتَّفَاهم ... إلخ.
  ثم ترجّح له ¥ الرجوع إلى الجبل، وانتقل بالأولاد والأهل، وكان كلّ حين يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بالانتقال إلى مدينة جَدِّهِ إمام اليمن الهادي إلى الحقّ، وإنما بَقَاؤُهُ تَرَجِّياً لإسْعَادِ الأَحْوَالِ.
رجوعه ¥ إلى مشاهد آبائه المقدَّسة
  وفي سنة ١٣٤٥ هـ خمس وأربعين وثلاثمائة وألف تحقَّقَتْ مَطَالِبُهُ، وتيسَّرَت مآربه بالذي كانت تَتُوْقُ إليه نَفْسُهُ من التَّمَتُّعِ في آخر أيَّامه بِمَشَاهِدِ آبائِه المقدَّسة، ومَعَالمِ أَسْلَافِهِ المؤَسَّسَةِ بهجْرَةِ جَدِّهِ إمامِ الأئمَّةِ وهادي الأُمَّةِ، فارْتَحَلَ إلى مدينة صعدة، وقد كانت عَظُمَتْ وَحْشَتُهُ، واشتدَّتْ غُرْبَتُهُ في جبل برط بعد فراق خاتم الأئمة وإمام الأمة، ومصباح كل مُدْلَهِمَّة، وَأَوْلَادِهِ نجوم الهدى ورجوم العدى، وكان أعظم خوفه وأكبر إشفاقه أن ينزل به أمر الله هناك فَتَفْسُدَ بالجَهْلِ الذُّرِّيةُ، وهو حَرِيصٌ على إصْلاح عَوَامِّ البريَّة، فكيف بالعترةِ الزكِيَّة.