النسيم العلوي والروح المحمدي،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

وفاته ¥

صفحة 47 - الجزء 1

  بيومين أخبرني أنّ عنده فاكهة يأكل منها، وفي الأسبوع هذا كلّ ما سَأَلْتُه عن أَلَمِهِ، يُقْسِمُ بالله أنه ما يُدْرِكُ ألَماً ولا سَقماً، ولم يزل يذكر الله تعالى ويثني عليه جَلّ وعَلا، وكلَّما مضى عليه يوم تَجدَّدَ النورُ على مَنْظَرِهِ الشريف، وظَهَرَ البهاءُ على وجهه الكريم، إلى أن أنزله الله دار رضوان، وأكرمه بظلِّ جنانه، يوم الخميس بعد العصر عاشر شهر جمادى الأولى سنة ١٣٦٠ هـ ستين وثلاثمائة وألف:

  يَوْم الخَمِيْسِ وما يَوْمُ الخَمِيْسِ به ... كَانَتْ رَزِيَّةُ آلِ المصْطَفى فِيْهِ

  فيا له من ثَلْمٍ في الإسلام لا يُرَدّ، وصَدْعٍ في الدِّين الحنِيفِ لا يُسَدُّ، فهو الخَطْبُ الفَاجَعُ، والسّمُّ الذي هو في حشا الملَّةِ نّاقِعٌ، والقَادِحُ في القلوب زِنَادَ الحُزْنِ، والفادِحُ بالكروب مِنْهاجَ الكتاب والسُّنن، والمظلم بالخطوب فِجَاجَ الشامِ واليَمَنِ، والرُّزْءُ المَهُوْلُ الذي كادَتْ له القلوبُ أنْ تَزيْغَ، لولا أن رَبَطَ الله عليها بروابطِ الكِتَابِ وعَوَاصِمِ الرَّسولِ.

  فنقول: إنا لله وإنَّا إليه راجعون، وإلى ربنا مُنْقَلِبونَ، وبحُكْمِهِ رَاضُونَ، ولنا برسول الله أعظم أسْوَة، وبآله الهداة أكرم قُدْوَة، فلا رادَّ لما حَكَمَ، ولا ناقض لما أبْرَمَ، واللهَ نَسْألُ وبجلاله نَتَوَسَّلُ، أن يصلي على محمد وآله، وأن يَتَلقّى روحه بالرحمة والرضوان، وأن يُنْزِلَهُ فَرَادِيْسَ الجنان، وظلال الأَفْنَانِ، ويزلفه بأَجَلِّ زُلْفَةٍ، ويُتْحِفَهُ بأَفْضَلِ تُحْفَة، ويكرمه بالرَّوْحِ والرَّيْحَانِ، والرَّأْفَةِ بجوار جَدِّهِ