وفاته ¥
  أفضل الجزاء - وهو يتلقَّى مَنْ وَصَلَ إليه بالبِشْرِ والابْتِسَامِ، والبِرِّ والإكرام، ويدعو لهم ولكافة المؤمنين، ويوصيهم بتقوى الله ولزوم طاعته، حتى إنه يوم الخميس ثالث جمادى الأولى - والمكانُ غاصٌّ بمَنْ فيه من كِرَامِ الإخوان - قال لهم: (أوصيكم جميعاً بتقوى الله ومراقبته، وأما الدنيا فإنها مُنْقَضِيَةٌ)، وكَلَّمَهم بكلام فيه من التَّوْصِية والتّوْدِيع والتثبُّتِ وظهور البَشَارَةِ بلقاء الله ما لا يَصْدُرُ إلا عن مثله، ولم يزل يُكَرِّرُ التوصيةَ سيَّما في التخلص عن حقوق المخلوقين والتحرّز في معامَلَةِ المربوبين، وهذا قُبَيْلَ وفَاتِهِ بنحو سَاعَةٍ، والإخوان مجتمعون لَدَيْهِ، وكلُّ واحِدٍ منهم يطلبه الدُّعاءَ.
  وسمع أذانَ العَصْرِ، فقال لي: «يا مجدالدين، اخْرُجْ للصَّلاة» فلم تَطِبْ نفسي بالخُرُوْجِ، فناداني ثانياً وأَمَرَني بالخروجِ في الحالِ، ودَعَا لي دعاءً كثيراً، فَخَرَجْتُ إلى المسجدِ، فلما أنْ وَصَلْتُ إليه تَبِعَنِيْ بَعْضُهم وأَخْبَرَنِي بوفاته رضوان الله وسلامه عليه.
  قال الأخ العلامة إبراهيم بن علي الشهاري ¦: وكُنْتُ حاضراً على هذا أنا ووالِدُنا العلامة جمال الإسلام علي بن عبدالله، وسيّدنا العلامة شرف الدين الحسن بن محمد سهيل، وسيّدنا العلامة أحمد بن إسماعيل سهيل رحمهم الله جميعاً، وشاهدنا من النُّورِ والرَّائِحَةِ الطيِّبَةِ التي لم نجدْ مثلها.
  ومن كراماته رضوان الله عليه في مرضه هذا: أنه قبل وفاته