النسيم العلوي والروح المحمدي،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

شيء من وصيته ¥

صفحة 52 - الجزء 1

  الذرِّية على العموم إلى آخر الدهر، بل وجميع المسلمين مَنْ عَرَفني ومَنْ لم يعرفني، ومَنْ عرفْتُه ومَنْ لم أعرفه، وأهل مودّتي، بتقوى الله ومراقبته في جميع الأفعالِ والأقْوَالِ، وأنَّ مَنْ بَرَّني بأيّ نَوْعٍ من أنواعِ القُرَبِ المقرِّبَةِ إلى الله تعالى بعدَ وفاتي ينوي بذلك وجه الله تعالى وبثوابه إلى روحي من تلاوة كتاب الله أو صدقة أو نذر أو هِبَة أو وقف أو دعاء بالمغفرة والرضوان والرحمة، أو قضاء دَيْن في ذمَّتي لله تعالى أو لعباده فإني قَاِبلٌ ذلك منه ومُوْصٍ له به، وأرجو الله أن يُثِيْبَهُ على ذلك، ويكافِئه رسول الله ÷ على معروفه.

  ... إلى أن قال: ومُشْهِد الله أني قابل ذلك منه وله فضله، اللهمّ انْفَعْهُ بذلك، وأعْطِه مُنْيَتَهُ، وبلِّغْهُ أمَلَهُ، فإنَّ فَضْلَ اللهِ وكرمه واسع ، أرحم بعبده من نفسه، يقبل اليسير من الأعمال، ويعطي عليه الجزاء الكثير، فله الحمد والشكر والمنَّة على آلائه وأياديه وإحسانه، وسوابغ نعمائه الدنيوية والأخرويَّة.

  وأشهد الله وملائكته وجميع عباده أني أستغفره وأتوب إليه توبة نصوحاً، أرجو بها وجه الله، وامتثالَ أمره وعَظُمَ شَأْنُهُ، وطالب المسامحة وموصٍ بِطَلَبِها من جميعِ مَنْ عَلِمَ اللهُ أنَّ عندي له من المسلمين كافَّة والمؤمنين خاصة حقاً من الحقوق في نفسه أو عِرْضِهِ أو ماله أو غير ذلك، فابن آدم محلّ الخطايا والزلاَّت والهفوات، ومسامح بمثل ما سامحني من كلّ حقّ عنده لي أستحِقُّه لديه في نفسه.