ذكر بعض نوازل ذلك العصر
  وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير. انتهى.
  فرضوان الله عليه وسلامه وإكرامه وإنعامه وإفضاله.
  ويَشْهَدُ اللهُ وملائكَتُهُ أني أُشْهِدُ للهَ بما شَهِدَ به، وأُوْصِي بما أوصى به والِدُنا وشيْخُنا ومَوْلانَا، وسَلامٌ عليه يومَ وُلِدَ ويوم مات ويوم يُبْعَثُ حياً؛ فلقد كان إماماً زكياً، ونجماً مضيئاً، وهادياً مهدياً، وراضياً مرضياً، وإلى الله نشكو ما دَهَمَنَا من فراقه، وأدْهَشَنا من فَقْدِهِ في هذا الزمن الذي عَظُمَتْ فيه المِحَن، وجلَّت فيه الفتن، واشتدَّتْ النِّقَم.
ذكر بعض نوازل ذلك العصر
  وحَسْبُ أَهْلِ هذا العصر تبليغاً وتعريفاً، {وَمَا نُرۡسِلُ بِٱلۡأٓيَٰتِ إِلَّا تَخۡوِيفٗا ٥٩}[الإسراء]، وهي الزلازل الذي تَدَكْدَكَتْ بها الشَّوَامِخُ، وتَزَلْزَلَتْ لها الرَّوَاسِخُ، والنَّوَازِلُ التي زَعْزَعَتْ المَعَاقِلَ، وضَعْضَعَت الكَوَاهِلَ، وأخربت الدور، وهدمت القصور، وأُهْلِكَتْ فيها نفوسٌ وأموالٌ، وأُتْلِفَتْ منها نفاس وأثقال، حَيَّرت الألباب، وقصمت الرقاب، {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٖ وَأَهۡلُهَا مُصۡلِحُونَ ١١٧}[هود].
  وكان ابتداؤُها ضحى كما قال تعالى: {ضُحٗى وَهُمۡ يَلۡعَبُونَ ٩٨}[الأعراف]، يوم السبت ثالث عشر شهر الحجة الحرام سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وألف للهجرة.
  وقد أَنْذَرَ اللهُ وأَعْذَرَ صُبْحَ ذلك اليوم بزلازلَ خَفِيْفَةٍ مُعْتَادَةٍ،