النسيم العلوي والروح المحمدي،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

ذكر بعض نوازل ذلك العصر

صفحة 56 - الجزء 1

  نزولَ القضاء، وهي إلى التاريخ لم تزل تَتْرَى، وأكثر وقوعها ليلاً لا سِيَّما في وقت السحر، وفي ضِمْنِها آياتٌ عِظَام، ودلالات جسام، شَرْحُها يطول، وخَبَرُها تكادُ منه العقول تَزُوْلُ.

  وقد بلغ أنه وَقَعَ في جهاتِ الكفّارِ خَسْفُ أَمْصَارٍ وخراب ديار، نعوذُ بالله من غضب الجبّار، نسأل الله أن لا يهلكنا بعذابه، ولا يقتلنا بعقابه بحقّ رسوله وآله وكتابه.

  ومِن أَبْهَرِ الآيات في هذه الرجفات ما وَقَعَ في مدينة يحيى بن الحسين بن القاسم صلوات الله عليهم من الألْطَافِ الإلهية والصنائع الربانيّة، فإنها على ضعف دُوْرِهَا وتهدُّمِ مبانيها، وضِيْقِ سِكَكِها، وازْدِحَام أهلها، ما ذَهَبَ فيها إنسان، ولا هلك بها إلى القَرَارِ بُنْيَانٌ، وفي غيرها تهدَّمت القصور المُحْكَمَةُ الأَسَاسِ، والدور الوثيقة الأمْراس، بل الجبال الرفيعة، والحصون المنيعة، فسبحان مَنْ مَنَّ بِتَنْجِيَةِ المؤمنين كما ضَمِن في كتابه المبين.