فصل في المراثي
  وأَظْلَمَت الأَرْجَاءُ وَمَاجَتْ نُجُوْمُهَا ... فَأُفْقُ دُجَاهَا غَاتِمُ(١) الجَوِّ قَاتِمُهْ
  لِغَيْبَةِ رَبَّاني آلِ مُحَمَّدٍ ... وَمَنْ لَيْسَ تُحْصَى في الأَنَامِ مَكَارِمُهْ
  فَقَدْنَا الإِمَامَ العَالِمَ العَامِلَ الذي ... طَرَائِقُهُ تَهْدِيْ الوَرَى وَمَرَاسِمُهْ
  ثَوَى شَيْبَةُ الحَمْدِ الإمَامُ محمَّدٌ ... وَشَيْخُ بَنِي المُخْتَارِ تَنْمِيْهِ هَاشِمُهْ
  هَوَى نَجْمُ أَسْبَاطِ الرِّسَالَةِ دَعْدَعَاً ... لَهُ وَلَعَاً ما ضَامَ ذا الحُزْنِ ضَائِمُهْ
  إمَامٌ مِنَ ابْنًاءِ(٢) الأَئِمَّةِ تَرْتَقِي ... بِهِ صَهَوَاتِ المَكْرُمَاتِ فَوَاطِمُهْ
  هُوَ السَّيِّدُ السَّبَّاقُ في كُلِّ غَايَةٍ ... حَوَى كُلَّ فَضْلٍ فَهْوُ في العَصْرِ قَاسِمُهْ
  هُوَ القَائِمُ السَّجَّادُ في ظُلَمِ الدُّجَى ... يُقَطِّعُ جُنْحَ الليْلِ إنْ نَامَ نَائِمُهْ
  ومَنْ طلَّقَ الدُّنْيَا ثَلَاثَاً كَجَدِّهِ ... عَلِيٍّ وَلَمْ تَعْدُ الوَصِيَّ شَكَائِمُهْ
  ومَنْ كَانَ للذِّكْرِ الحَكِيْمِ مُلَازِمَاً ... وَقَدْ فَازَ مَنْ ذِكْرُ الإِلَهِ مُلازِمُهْ
  ومَنْ كَانَ حِرْزَاً عِنْدِ كُلِّ مُلِمَّةٍ ... وَحِصْناً إذَا المَكْرُوْهُ جَاشَتْ بَجَارِمُهْ(٣)
  ومَنْ كَانَ في كُلِّ الأُمُوْرِ مُؤَيَّدَاً ... بِنُوْرٍ من القُدْسِ الإلِهي رَاسِمُهْ
(١) غاتم: بغين معجمة، وقاتم: بقاف بعدها ألف فتاء مثناة من أعلى فيهما، وبينهما جناس مضارع لقرب مخرجي الحرفين المختلف فيهما. تمت من الإمام الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(٢) حذفت الهمزة ونُقِلَت حركتها إلى ما قبلها، وهو أحد الأوجه في تخفيف الهمزة. انظر: كتاب عيون الفنون للإمام الحجة: مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(٣) البجارم: بباء موحدة من تحت فجيم فألف فراء فميم، هي الدواهي.