مصباح العلوم في معرفة الحي القيوم،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

المسألة السابعة: أن الله تعالى لا يشبه شيئا من المحدثات

صفحة 24 - الجزء 1

المسألة السابعة: أن الله تعالى لا يشبه شيئًا من المحدثات

  وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أنَّهُ تَعَالَى لَوْ أَشْبَهَهَا لَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ مُحْدَثًا مِثْلَهَا، وَإِلَّا وَجَبَ أَنْ تَكُونَ قَدِيمَةً مِثْلَهُ؛ لأَنَّ الْمِثْلَيْنِ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَحَدُهُمَا قَدِيمًا والآخَرُ مُحْدَثًا. وقَدْ ثَبَتَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدِيمٌ، وَأَنَّ الأشْياءَ سِوَاهُ مُحْدَثةٌ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُشْبِهًا لِشَيْءٍ مِنْهَا⁣(⁣١).


(١) قال الله تعالى: {لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ}⁣[الشورى: ١١].

عن النبي ÷: «خمس لا يعذر بجهلهن أحد: معرفة الله أن تعرف الله ولا تشبهه بشيء، ومن شبه الله بشيء أو زعم أن الله يشبهه شيء فهو من المشركين، والحب في الله، والبغض في الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجتناب الظلم». [أمالي الإمام أبي طالب ص ٤٥٤].

قال أمير المؤمنين علي # في نهج البلاغة: ما وحده من كيّفه، ولا حقيقيةٌ أصاب من مثله، ولا إياه عنى مَن شبَّهه، ولا صمده من أشار إليه وتوهمه ... إلخ).

وقال الإمام زيد بن علي @ جوابًا لمن سأله عن قول الله تبارك وتعالى: {لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ}⁣[الشورى: ١١]: (المعنى في ذلك على ليس كهو شيء، فأدخل المثل توكيدًا لكلام مثل قوله ø: {مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ}⁣[محمد: ١٥] كأنه قال: الجنة التي وعد المتقون ... إلخ). [مجموع رسائله ص ٣٣١].

وقال # في تفسير {وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤}⁣[الإخلاص]: (ليس له شبه ولا نظير، وليس كمثله شيء). [تفسير غريب القرآن ص ٤١٣]. =