مصباح العلوم في معرفة الحي القيوم،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

المسألة السابعة: أن الله تعالى لا يشبه شيئا من المحدثات

صفحة 26 - الجزء 1


= وصنعه ... إلخ). [مجموع ورسائل الإمام الهادي ص ٥٣].

وقال الإمام الناصر للحق الأطروش: (وأصل معرفتك بخالقك توحيده وتسبيحه وتبعيده عن أن يكون له شبيه أو ضد أو ند، وتمام توحيده نفي الصفات والتشبيه لخلقه عنه؛ لشهادة كل عقل - سليم من الرَّين بما كسب والإفك فيما يقول ويرتكب واتباع الهو والرؤساء - أن كل صفة وموصوف مصنوع، وشهادة كل مصنوع بأن له صانعًا مؤلفًا وشهادة كل مؤلف بأن مؤلفه لا يشبهه ... إلى قوله: فلم يعرف الله سبحانه مَن وصف ذاته بغير ما وصف به نفسه ... إلخ). [البساط ص ٤٥].

قال في كتاب الكاشف الأمين: (لو كان تعالى جسمًا لما كان قادرًا بذاته بل لا يكون حينئذ قادرًا إلا بقدرة يفعلها له غيره؛ لأن من حق كل مثلين أن يشتركا في وجوب ما يجب وجواز ما يجوز، واستحالة ما يستحيل مما يكون وجوبه وجوازه واستحالته راجعًا إلى ذاته، ألا ترى أن الجسمين لما اشتركا في نفس الجسمية اشتركا في كل ما يجب للجسم من شغل الحيز، والاحتياج إلى المحدِث، وملازمة الأكوان: الحركة والسكون ونحوهما، وجواز ما يجوز من التجزؤ والانقسام وحلول الحياة والقدرة والعلم ونحوها، واستحالة ما يستحيل كالكون في جهتين في وقت واحد وإيجاد نفسه أو مثله لما كانت هذه الأمور راجعة إلى ذات الجسم ... إلى قوله: لأنها قد جمعتهما صفة الحدوث التي تفرع ذلك عليها. فلو كان الباري تعالى جسمًا لوجب له كل ما يجب للجسم من التحيز والافتقار إلى المحدِث وحلول الأعراض اللازمة كالأكوان، وجاز عليه ما يجوز على الجسم كالتجزؤ والانقسام، وحلول القدرة والحياة ونحوهما من سائر الأعراض والمعاني ... إلى قوله: واستحالة ما يستحيل كإيجاد نفسه أو جسمًا مثله، وهو معلوم البطلان). [الكاشف الأمين ص ٢١٨].