المسألة التاسعة: أن الله تعالى لا يرى بالأبصار في الدنيا ولا في الآخرة
  وَالأَلْوَانِ، وَاللهُ تَعَالَى لَيْسَ بِجِسْمٍ وَلَا لَوْنٍ عَلَى مَا تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ.
  وقَدْ ثَبَتَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى مَوْجُودٌ؛ فَلِهَذَا قُلْنَا: لَوْ صَحَّ أَنْ يُرَى فِي حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ لَوَجَبَ أَنْ نَرَاهُ الآنَ، وَلَا شَكَّ أَنَّا لَا نَرَاهُ، فَيَجِبُ أَنْ لَا يُرَى فِي حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ، وقَدْ قَالَ تَعَالَى: {لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَهُوَ يُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَٰرَۖ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ ١٠٣}[الأنعام: ١٠٣]، فَنَفَى تَعَالَى بِهَذِهِ الآيَةِ أَنْ تُدْرِكَهُ الأَبْصَارُ، وَذَلِكَ يَسْتَغْرِقُ جَمِيعَ الأَوقَاتِ; فَثَبَتَ بِهَذِهِ الجُمْلَةُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ(١).
(١) قال علي # من خطبة له: (والرادع أناسِي الأبصار عن أن تناله أو تدركه، ما اختلف عليه دهر فيختلف منه الحال، ولا كان في مكان فيجوز عليه الانتقال). [نهج البلاغة ص ١٦١].
وقال #: (لا تراه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان). [نهج البلاغة ص ٩٩].
وقال #: (ولا تتوهمه الفطن فتصوره، ولا تدركه الحواس فتحسه). [نهج البلاغة ص ١٢٢].
وقال في كتاب الينابيع عن ابن عباس ®: أن عليًا مَرَّ برجل رافع يديه إلى السماء شاخص ببصره، فقال #: (يا عبدالله؛ اكفف من يدك، واغضض من بصرك، فإنك لن تراه ولن تناله) فقال: يا أمير المؤمنين إني لم أره في الدنيا فسأراه في الآخرة، فقال #: (كذبت بل لا تراه لا في الدنيا ولا في الآخرة ... إلخ). [الينابيع ص ١١٣].
وقال الإمام زيد بن علي @: وقوله تعالى: {وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ ٢٢ إِلَىٰ =