(خاتمة لمسائل التوحيد)
= وقال أمير المؤمنين علي # من خطبة له: (وما كلفك الشيطان علمه مما ليس في الكتاب عليك فرضه، ولا في السنة أثره، فَكِلْ علمه إلى الله تعالى، فإن ذلك منتهى حق الله عليك، فإن الراسخين في العلم أغناهم الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب). [كتاب الإيضاح ص ١٦].
وعن علي #: (العقل آلة أعطيناها لاستعمال العبودية لا لإدراك الربوبية، فمن استعملها في إدراك الربوبية فأتته العبودية، ولم ينل الربوبية). [الكاشف الأمين ص ٣٢٨/ ١].
قال في كتاب الأساس للإمام القاسم بن محمد # وشرحه للسيد العلامة أحمد بن محمد صلاح الشرفي #: (ولم يكلف الله سبحانه عباده العقلاء من معرفة ذاته إلا ما مر ذكره: أن يعلمه جل وعلا ربًا، مالكًا للسموات والأرض ومن فيهما، أولًا آخرًا، قادرًا، عليمًا، سميعًا بصيرًا، أوجد العالم من العدم المحض، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، لا إله إلا هو {لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ}[الشورى: ١١] وذلك لتعذر تصوره تعالى، لما ثبت من أنه تعالى ليس بجسم ولا عرض، والتصور إنما يكون لهما ضرورة). [عدة الأكياس ص ١/ ٢١٤].
وقال الإمام القاسم #: (جعل الله في جميع المكلفين شيئين: العقل والروح، وهما قوام الإنسان لدينه ودنياه، وقد حواهما جسمه وهو يعجز عن صفتهما، فكيف يتعدى بجهله إلى عرفان ماهية الخالق، ومَنْ لم يعرف عقله، وروحه، والملائكة، والجن، والنجوم، و هذه مدركة أو في حكمها - كيف ترمي به نفسه المسكينة إلى عرفان من ليس كمثله شيء). [الإيضاح ص ١٥٩].