المسألة السادسة: أن جميع الأمراض والنقائص من فعل الله تعالى وأنها حكمة وصواب
= معروف، وقال جبريل: يا رب؛ هذا عبدك فلان يدعوك فاستجب له، فيقول الله تبارك وتعالى: إني أحب أن أسمع صوته، فإذا قال: يا رب؛ قال: لبيك عبدي، لا تدعوني بشيء إلا استجبت لك على إحدى ثلاث خصال: إما أن أعجل لك ما سألتني، وإما أن أدخر لك في الآخرة ما هو أفضل منه، وإما أن أدفع عنك من البلاء مثل ذلك». [المجموع الحديثي والفقهي للإمام زيد ص ٢٧٦].
وجاء في جواب الإمام القاسم بن إبراهيم # في جواب من سأله عن قول الله تعالى: {وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ ٣٥}[الأنبياء]، فقال #: في هذا ونحوه الاختبار بالخير والشر، والخير ما يكون من الله ليس من أفعال العباد، الخير من ذلك: الخصب وكثرة الأمطار ... إلى قوله: ورخص الأسعار، وقلة الأمراض، وطول الأعمار، وكثرة الأولاد، وسعة الرزق، وزيادة الثمار. والشر أفعال أخر: كالخوف والجوع، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، فطوبى للصابرين. [مجموع الإمام القاسم ص ٦٢٠/ ٢].
وقال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # في تفسير قول الله سبحانه: {قُلۡ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ}[النساء: ٧٨]: إنما أراد الله ø أن ينقض على الكفار قولهم؛ لأنه إنما كان الكفار إذا أصابهم ما يحبون من جميع الخير مثل: الخصب، وزكاءِ الزرع، وكثرة النسل، ابتداءً لهم من الله بالإحسان و المن، وتوكيدًا للحجة عليهم والإنعام قالوا: هذا من عند الله، وإذا أخذهم الله بشيء من فعلهم وخبث نياتهم، وعظم جرمهم، وإكذابهم لمحمد ÷ ولما جاءهم به، وابتلاهم الله بنقص الخصب، وقلة المطر والزرع، والنسل، قالوا: شؤم محمد ومن معه، فأخبر الله سبحانه أن هذه الزيادة والنقصان في جميع ما ذكرنا من الله ... إلخ. [مجموع كتب الإمام الهادي ص ٢٤٧].