مصباح العلوم في معرفة الحي القيوم،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

المسألة السابعة: أن الله لا يريد شيئا من معاصي العباد ولا يرضاها ولا يحبها

صفحة 46 - الجزء 1

المسألة السابعة: أن الله لا يريد شيئًا من معاصي العباد ولا يرضاها ولا يحبها

  والدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَوْ أَرَادَ شَيْئًا مِنْهَا لَمَا حَسُنَ مِنْهُ تَعَالَى أَنْ يُعَذِّبَهُمْ عَلَى فَعْلِهَا، بَلْ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُثِيبَهُمْ عَلَى فِعْلِ الطَّاعَاتِ لِمَا بَيَّنَّا أَنَّهُ لَا يُخِلُّ بِشَيْءٍ مِنَ الْوَاجِبَاتِ، وَقَدْ قَالَ الله تَعَالَى: {وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلۡمٗا لِّلۡعِبَادِ ٣١}⁣[غافر]، وقَالَ تَعَالَى: {وَلَا يَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ}⁣[الزمر]، وقَالَ تَعَالَى: {وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ ٢٠٥}⁣[البقرة](⁣١).


(١) أخرج الإمام زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي $ وأبو طالب والمرشد بالله عن النبي ÷: «إن الله يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف، ويبغض البذيء الفاحش الْمُلِح الملحف» زاد الناطق بالحق: «إن الله لا يحب وَأدَ البنات وعقوق الأمهات ولا قائلًا: لا، وهات، إن الله لا يحب إضاعة المال، ولا كثرة السؤال، ولا قيل ولا قال». [الكاشف الأمين ص ٣٨٢/ ١].

وقال الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي #: فتعالى الآمر بالعدل والإحسان أن يكون راضيًا بالمنكر والعدوان؛ لأنه لا يريد الظلم؛ لأنه عدل، ولا يريد الفساد؛ لأنه مصلح، ولا يحب المنكر؛ لأنه حكيم حاكم بالحق. [الرد على المجبرة ص ٥٠٣].

وقال الإمام الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش #: زعمت المجبرة القدرية أن الله شاء معاصي عباده ... إلى قوله: ويتعالى الله عما يقول الجاهلون علوًّا كبيرًا ... إلخ. [البساط ص ١٥٥]. =