المسألة الثالثة:
المسألة الثالثة:
  أَنَّ مَنْ تَوَعَّدَهُ اللهُ بِالْعِقَابِ مِنَ الفُسَّاقِ، فَإِنَّهُ مَتَى مَاتَ مُصِرًّا عَلَى فِسْقِهِ فَإِنَّهُ يُدْخِلُهُ النَّارَ وَيُخَلِّدُهُ فِيهَا خُلُودًا دَائِمًا.
  والدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ٢٣}[الجن]، وَلَا شَكَّ أَنَّ الفَاسِقَ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ عَصَى اللهَ تَعَالَى، فَيَجِبُ أَنَّهُ مَتَى مَاتَ مُصِرًّا عَلَى فِسْقِهِ أَنْ يُدْخِلَهُ النَّارَ وَيُخَلِّدُه فِيهَا; لأَنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يُخْبِرُ إِلَّا بِالصِّدْقِ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {مَا يُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا۠ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ ٢٩}[ق](١).
(١) وفي صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا # بإسناده قال: قال رسول الله ÷: «اختاروا الجنة على النار، ولا تبطلوا أعمالكم فتقذفوا في النار منكسين خالدين فيها أبدًا». [ص ٩٩].
وقال علي #: (وأما أهل المعصية فأنزلهم شر دار، وغلّ الأيدي إلى الأعناق، وقرن النواصي بالأقدام، وألبسهم سرابيل القطران، ومقطعات النيران، في عذاب قد اشتد حرُّه، وبابٍ قد أطبق على أهله، في نار لها كَلَبٌ وَلجب، ولَهب ساطع، وقصيف هائل، لا يظعن مقيمها، ولا يفادى أسيرها، ولا تفصم كبولها، لا مُدَّة للدار فتفنى، ولا أجل للقوم فيقضى).
وقال #: (فاحذروا عباد الله الموت وقربه، وأعدوا له عدته، فإنه يأتي بأمر عظيم وخطب جليل، بخيرٍ لا يكون معه شرٌ أبدًا، أو شرٍ لا يكون معه خيرٌ أبدًا). [نهج البلاغة ص ٢٨]. =