المسألة الرابعة:
المسألة الرابعة:
  أَنَّ أَصْحَابَ الكَبَائِرَِ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ: كَشَارِبِ الْخَمْرِ وَالزَّانِي وَمَا جَرَى مَجْرَاهُمَا يُسَمَّوْنَ فُسَّاقًا ولَا يُسَمَّوْنَ كُفَّارًا كَمَا تَقُولَهُ الْخَوَارِجُ; لأَنَّهُم لَوْ كَانُوا كُفَّارًا لَمَا جَازَ دَفْنُهُمْ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ ولَا مُنَاكَحَتُهُمْ ولَا مُوَارَثَتُهُمْ، فَلَمَّا عَلِمْنَا أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ جَائِزٌ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُسَمَّوا فُسَّاقًا.
  ولَا يَجُوزُ أَنْ يُسَمَّوْا مُؤْمِنِينَ; لأَنَّ الْمُؤْمِنَ فِي الشَّرِيعَةِ يَجِبُ مَدْحُهُ وَتَعْظِيمُهُ، وَالْفَاسِقُ لَا يَجُوزُ مَدْحُهُ ولَا تَعْظِيمُهُ؛ فلَا يَجُوزُ أَنْ يُسّمَّى مُؤْمِنًا؛ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنَّهُمْ يُسَمَّوْنَ فُسَّاقًا، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُطْلَقَ عَلَيْهِمَ اسْمُ الْكُفْرِ وَالإِيمَانِ(١).
(١) روى الإمام عبدالله بن حمزة $ في كتابه (الشافي) بسنده أن رسول الله ÷ قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، فإذا فعل ذلك انتزع الإيمان من قلبه، فإذا تاب تاب الله عليه» فقيل: يا رسول الله؛ أَوَ كافر هو؟ قال: «لا» قيل: فما هو؟ قال: «فاسق». [الشافي ص ٨١/ ٤].
وعن الإمام علي # لما سُئل عن الخوراج: أكفار هم؟ فقال: (مِن الكفر هربوا) قيل: أمؤمنون هم؟ قال: (لو كانوا مؤمنين ما حاربناهم) قيل: فما هم يا أمير المؤمنين؟ قال: (إخواننا بالأمس بغوا علينا فقاتلناهم حتى يفيئوا إلى أمر الله). [مجموع رسائل المنصور بالله # ص ٢١١]. =