المسألة العاشرة: أن الإمامة بعد الحسن والحسين @ فيمن قام ودعا من أولادهما في طاعة الله تعالى، وكان من أولاد الحسن والحسين @
  الْمَذْكُورَةِ، وَمَتَى كَمُلَتْ فِيهِ وَدَعَا الْخَلْقَ إِلَى طَاعَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَجَبَ عَلَيْهِمْ إِجَابَتُهُ وَالْجِهَادُ مَعَهُ.
  وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَولُ النَّبِيِّ ÷: «مَنْ سَمِعَ وَاعِيَتَنَا أَهْلَ البَيْتِ فَلَمْ يُجِبْهَا كَبَّهُ اللهُ عَلَى مِنْخَرَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ».
  وَإِنَّمَا حَصَرْنَا الإِمَامَةَ فِي أَوْلادِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ @؛ لأَنَّ الأُمَّةَ أَجْمَعَتْ عَلَى جَوَازِهَا فِيهِمْ بَعْدَ بُطْلانِ قَولِ الإمَامِيَّةِ بِالنَّصِ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ وَلَدِ الْحُسَيْنِ #; لأَنَّهُ لَوْ كَانَ مَا ادَّعَوْهُ مِنَ النَّصِ صَحِيحًا لَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ ظَاهِرًا مَشْهُورًا عِنْدَ جَمِيعِ الْمُكَلَّفِينَ، فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ مَعْلُومًا وَجَبَ نَفْيُهُ.
  فَثَبَتَ أَنَّ الأُمَّةَ أَجْمَعَتْ عَلَى جَوَازِهَا فِيهِمْ، وَاخْتَلَفَتْ فِيمَنْ سِوَاهُم، فَقَالَتِ الْمُعْتَزِلَةُ: إِنَّ الإِمَامَةَ جَائِزَةٌ فِي جَمِيعِ قُرَيْشٍ.
  وَقَالَتْ الْخَوَارِجُ: إِنَّهَا جَائِزَةٌ فِي جَمِيعِ النَّاسِ؛ وَلَا شَكَّ أَنَّ أَوْلادَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ مِنْ خِيَارِ قُرَيْشٍ، فَقَدْ أَخَذْنَا بِمَا أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الأُمَّةَ وَتَرَكْنَا مَا اخْتَلَفَتْ فِيهِ; لأَنَّهُ لَا دَلِيلَ عَلَيْهِ، وَإِجْمَاعُ الأُمَّةِ حُجَّةٌ وَاجِبَةٌ الاتِّبَاعُ لِقَوْلِ النَّبِيِّ ÷: «لَنْ تَجْتَمِعَ أُمَّتِي عَلَى ضَلالَةٍ»، وَإِذَا لَمْ تَجْتَمِعْ عَلَى ضَلَالَةٍ كَانَ مَا أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ هُوَ الحُجَّةُ وَالْحَقُّ، وَقَدْ أَجْمَعَتْ عَلَى جَوَازِ الإِمَامَةِ فِي أَوْلَادِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ @، فَثَبَتَ أَنَّ الإِمَامَةَ مَحْصُورَةً فِي أَوْلَادِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ @(١).
(١) عن النبي ÷ أنه قال: «مَن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي =