ذكر الحجج على إمامة أبي بكر
  حرب صفين جماعة من أهل بدر كانوا في صف علي # منهم عمار بن ياسر، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وغيرهم كثير.
  وكل هذا مما يدل دلالة واضحة على أن ثناء الله تعالى على الصحابة إنما هو لجملتهم لا لكل فرد منهم، أو أن ثناء الله تعالى عليهم مشروط بالاستقامة.
  يؤيد ذلك: ما ذكره الله تعالى في قصة أهل بيعة الرضوان الذين بايعوه تحت الشجرة ورضي عنهم حين قال سبحانه: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ١٠}[الفتح].
  يزيد ذلك بياناً ما روي في الصحيحين وغيرهما: «ليذادن ناس منكم عن حوضي فأقول: أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ... الحديث» أو كما قال.
  وقد قال سبحانه وتعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ... إلى قوله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ٢٩}[الفتح]، فأخبر سبحانه وتعالى أن وعده الجميل بالمغفرة والأجر العظيم هو للذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم لا لكلهم، ولم يعم الله تعالى بوعده جميع الصحابة كما ترى في هذه الآية.