مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

ذكر الحجج على إمامة أبي بكر

صفحة 133 - الجزء 1

  فأخبر سبحانه وتعالى أن في أهل المدينة منافقين متمرنين على النفاق لا يعرفهم النبي ÷ مع زكاء فطنته، وهؤلاء المنافقون هم نوع آخر غير أولئك الذين قال الله عنهم: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}⁣[المنافقون: ٣٠]، ومن هنا كان بعض كبار الصحابة يسأل حذيفة - وكان حذيفة مليئاً بأسرار كثير من المنافقين أسرها إليه رسول الله ÷ - قائلاً: هل أسر إليك رسول الله ÷ أني منافق؟ وهذا مروي في الصحاح.

  أهل السنة:

  الصحابة وإن جاء فيهم ما جاء، وإن كان فيهم منافقون - فقد حسن إسلامهم بعد النبي ÷، وصار أمرهم إلى السداد، وصاروا فيما بعد إخوة متعاونين على البر والتقوى؛ فجاهدوا المرتدين، وفتحوا مشارق الأرض ومغاربها، ونشروا الإسلام.

  الشيعة:

  الصحابة لهم فضل ومزية، ولهم أعمال جليلة، والواجب في حقهم وحق غيرهم من المؤمنين هو حسن الظن، وفتح باب التأويل ما وجدنا إلى ذلك سبيلاً، ورأيْنَا الله سبحانه وتعالى أثنى على الصحابة ومدحهم في كتابه، واستنكر عليهم وذمهم ومقتهم في كتابه، وكذلك الرسول ÷؛ فمن هنا علمنا أن للصحابة ما للناس وعليهم ما عليهم: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ