ذكر الحجج على إمامة أبي بكر
  أَسَاءَ فَعَلَيْهَا}[الجاثية: ١٥]، وعلمنا أنهم لم يبلغوا درجة العصمة، وأن رضا الله عنهم مشروط بالاستقامة كما قدمنا.
  أما حديث: «لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» فهو إن صح ليس فيه أن الله قال ذلك على القطع، وإنما الخبر فيه مبني على سبيل الفرض والتقدير.
  أهل السنة:
  نحن من إسلام الصحابة وإيمانهم على يقين، ولا يجوز الخروج من الحكم لهم بذلك إلا بيقين، وهذا أصل معترف به بين علماء المسلمين.
  ونحن معاشر أهل السنة قد بنينا مذهبنا على هذا الأصل المتسالم عليه، وهذا بالإضافة إلى ما يؤيد هذا الأصل من ظواهر الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح، ومن كان من المنافقين فإنه قد حسن إسلامه بعد النبي ÷، وهذا أمر مجمع عليه بين السلف.
  الشيعة:
  لا شك أن فيمن أظهر الإسلام منافقين، وأنهم كثرة كاثرة بدليل انخزال عبدالله بن أُبيّ يوم أحد بثلث الجيش، فإنه رجع بهم من الطريق، ولم يذهب مع النبي ÷ إلا الثلث، وفيهم مع ذلك مؤمنون صادقو الإيمان.
  وحينئذ فنحن من معرفة ذلك على يقين، ولا يجوز الخروج منه إلا بيقين، وحسن إسلام المنافقين بعد موت النبي ÷ أمر