بين الزيدية والإمامية
  الإمامية:
  نحن معاشر الإمامية قد تواتر لنا العلم بولادة المهدي محمد بن الحسن واستيقنا ذلك، وإنما اشتبه الأمر على غير الإمامية؛ لقلة التفاتهم إلى مذهب الإمامية، وسوء ظنهم بهم بالإضافة إلى ما هنالك من العصبية المذهبية، والعداء المحتدم الذي من شأنه أن يحول بين الأبصار وبين رؤية رشدها وهداها.
  الجواب:
  أن ما ذكرتم عن ولادة المهدي في قصة ولادته إنما هي أخبار آحادية اختص بروايتها راو أو اثنان، ومع ذلك فهي مختلفة ومضطربة ومتنافية، وما كان كذلك فلا يصح لمدع أن يدعي فيه التواتر.
  واعتقاد الإمامية لصحة ولادة المهدي والعلم بها ليس دليلاً على صحة ولادته، فعلم الإمامية بولادة المهدي محمد بن الحسن لا يعدو أن يكون وهماً؛ لأن الذين أخبروا عن مشاهدتهم لولادته أو مشاهدتهم لشخصه لم يبلغوا حد التواتر، بل لم يرو عدد التواتر عن معرفة شخص أمه، ولا عن حملها بالمهدي.
  فعلم الإمامية بصحة ولادته وصحة غيابه ليس إلا وهماً راج في قلوبهم بسبب التربية والمنشأ، وحُسْن الظن برجالات ذلك المذهب.
  أما الأدلة فليس بأيديهم ما يصح الركون إليه، أو الاعتماد عليه.