مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بين الزيدية والإمامية

صفحة 165 - الجزء 1

  أما النص النبوي الذي ترويه الإمامية دون غيرهم من الطوائف، أو نص ترويه الزيدية دون غيرهم، أو نص ترويه أهل السنة والجماعة دون غيرهم - فإنه لا يكون حجة ولا دليلاً.

  هذا، وقد أمر الله تعالى بالجهاد في سبيله، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود، و ... إلخ، أمراً عاماً للمؤمنين ولا يتم ذلك إلا بأمير يجمع أمر المؤمنين، وقد كان الأمير في أول الإسلام هو النبي ÷ وقد دل ÷ أمته إلى من يقوم مقامه، ويسد الفراغ الذي كان يشغله؛ فأرشدهم كما في حديث الثقلين إلى كتاب الله تعالى، وعترته أهل بيته.

  وبناءً على هذا الإرشاد فقد قام أهل البيت $ بحق هذه الخلافة منذ يومهم الأول، ومروراً بزيد بن علي، والنفس الزكية، والهادي يحيى بن الحسين، وعبدالله بن حمزة و ... إلخ عليهم جميعاً سلام الله ورحماته.

  وقيام الإمامين في عصر واحد لا مانع منه إذا تباعدت بين الإمامين الديار وتناءت الأقطار كما كان بين الهادي يحيى بن الحسين وبين الإمام الناصر الأطروش.

  وذلك أن كل واحد منهما رأى أنه قد تكاملت فيه شروط الإمامة، ورأى المجال أمامه واسعاً.